شهد عالم الموضة حدثاً تاريخياً واستثنائياً تمثل في بيع النموذج الأصلي لحقيبة بيركين Birkin الشهيرة، التي تعود لجين بيركين، بمبلغ تجاوز 10.1 مليون دولار أميركي في مزاد نظمته دار سوذبيز في باريس. هذا البيع لم يكن مجرد صفقة تجارية، بل لحظة فارقة في تاريخ الموضة الراقية، توّجت فيها الحقيبة بلقب “أغلى حقيبة بيعت في مزاد على الإطلاق”.
وتعود بداية الحكاية إلى أوائل الثمانينيات، حين التقت جين بيركين مصادفة بجان-لوي دومَا، المدير الفني لدار هيرمس Hermes آنذاك، خلال رحلة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية. وخلال محاولتها وضع أغراضها في المقصورة العلوية، سقطت ممتلكاتها أرضاً، مما أثار حواراً مع دومَا حول حاجتها إلى حقيبة كبيرة وعملية.
اقترحت بيركين حينها فكرة تصميم حقيبة بحجم أكبر من حقيبة كيلي الشهيرة، ووفقاً لما روته في مقابلة عام 2020، رسمت تصورها المبدئي على كيس التقيؤ الموجود في الطائرة. هكذا ولدت حقيبة بيركين، التي أصبحت لاحقاً واحدة من أكثر الحقائب طلباً في العالم.
المزايدة انطلقت على الحقيبة في مزاد رموز الموضة من مبلغ 1.1 مليون دولار، وارتفعت سريعاً إلى 1.5 مليون، ثم تجاوزت 3.2 مليون خلال دقيقة واحدة فقط، لتصل في نهاية المطاف إلى 10.1 مليون دولار خلال أقل من عشر دقائق من المنافسة الحامية. وقد تم بيع الحقيبة لمشتري لم يُكشف عن هويته، لتُسجل بذلك رقماً قياسياً في عالم المزادات.
فما يميز هذه الحقيبة عن النسخ التجارية؟ على الرغم من أن حقيبة بيركين تُعد قطعة أيقونية يتجاوز سعرها في السوق بين 20,000 إلى أكثر من 100,000 دولار، إلا أن الحقيبة التي بيعت في المزاد تختلف جوهرياً عن الإصدارات التجارية. فهي: تحمل حزام كتف لم يُدرج أبداً في التصاميم التي طرحت في الأسواق، ومزودة بإكسسوارات من النحاس المذهب من شركة Éclair بدلاً من الزخارف المطلية بالذهب من شركة Riri، التي أصبحت المعيار منذ التسعينيات. كل هذه الخصائص جعلت منها قطعة فريدة لا مثيل لها، وقطعة من التاريخ الشخصي والفني لجين بيركين، ومن التراث الإبداعي لدار هيرمس Hermes.