لن يمر الموسم السياحي الصيفي في لبنان من دون مغارة جعيتا (تقع في كسروان على بعد 20 كيلومترا شمال بيروت)، جوهرة السياحة اللبنانية كما تعرف، التي تعود وتفتح أبوابها أمام الزوار في 15 يوليو، فيما الافتتاح الرسمي سيتم في 21 منه برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي علمت "الأنباء" أنه ربما يكون حاضرا شخصيا، تأكيدا على أهمية هذا المعلم السياحي الطبيعي ودوره في استقطاب السواح.
وكانت المغارة قد أقفلت منذ نوفمبر الماضي إثر وفاة مشغلها ومستثمرها نبيل حداد وعدم استعداد ورثته لإكمال المهمة عنه، وكان بحث في وزارة السياحة عن السبل القانونية الآيلة إلى إعادة فتحها سريعا، ليتبين أن التعامل مع أي شركة خاصة للتشغيل يجب أن يمر عبر عملية تلزيم وفق قانون الشراء العام، وهي عملية بيروقراطية معقدة تحتاج وقتا طويلا في لبنان، ما اضطر الوزارة إلى إيجاد مخرج مؤقت قضى بالتوقيع مع بلدية جعيتا على عقد اتفاق بالتراضي أسندت اليها بموجبه مسؤولية إدارة وتشغيل وصيانة المغارة ريثما تنتهي شركة «دار الهندسة» ومجانا من تقديم دراسة هندسية وتقنية لدفتر الشروط الذي سينطوي على معايير عالمية دقيقة، قبل إطلاق عملية مناقصة لإدارة المرفق بمشاركة شركات محلية وعالمية متخصصة لها خبرتها العالية في الإدارة.
وفي انتظار إنجاز دفتر الشروط وفض العروض، تتولى بلدية جعيتا مهمة إدارة المغارة وقد أنجزت صيانة المغارتين العليا والسفلى والتلفريك وكل المرافق المرتبطة بالمغارة من مسرح سمعي بصري ومطعم وطريق مؤدية إلى المرفق، علما أن العائدات من زوار المغارة ستقسم بين 60% للبلدية و40% لوزارة السياحة.
ومغارة جعيتا للتذكير هي معجزة الطبيعة إن جاز التعبير، وهي رشحت لتضاف إلى عجائب الدنيا السبع وبلغت نهائيات مسابقة عالمية في هذا الإطار عام 2011، لكنها لم توفق في إدراج نفسها ضمن هذا التصنيف. وقد اكتشفت صدفة عام 1836 من قبل أحد المغامرين اللبنانيين، وتم اكتشاف الجزء العلوي الجاف منها عام 1958، وهي تمتد على 9 كيلومترات، وتختزن عالما من التجاويف والهياكل والأعمدة والرواسب الكلسية التي نحتتها الطبيعة بشكل خلاب يخطف الأنفاس. والأكيد أن وزارة السياحة، وانطلاقا من أهمية هذه المغارة السياحية والعلمية والبيئية، حريصة على صونها وحمايتها وجعل المناقصة شفافة وترسو على أفضل عرض تقني ومالي في آن بحسب "الانباء" الكويتية.