كشف السفير الإسرائيلي لدى الاتحاد الأوروبي، حاييم ريغيف، عن مؤشرات لتغيرات لافتة في طبيعة العلاقة بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان، واصفاً مشاركة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في اجتماع أوروبي حضره وفد إسرائيلي بأنه "تطور غير مسبوق في السياق الدبلوماسي الإقليمي".
وفي تصريحات لصحيفة "جيروزاليم بوست"، علّق السفير الإسرائيلي على اجتماع عقد، الإثنين الماضي، بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ونظرائهم من دول البحر الأبيض المتوسط.
وقال ريغيف إن الاجتماع "تميّز بحميميته وهدفه مناقشة التطورات الإقليمية وتعزيز سبل التعاون، لكنه اكتسب أهمية استثنائية بسبب مشاركة وزيري خارجية سوريا ولبنان، إلى جانب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر".
وأضاف أنه "لا أتذكر آخر مرة جلس فيها وزير خارجية إسرائيلي في نفس الغرفة مع نظرائه من سوريا ولبنان، وأنا لا أتحدث عن اجتماع كالذي نراه في الأمم المتحدة حيث تجتمع قرابة 200 دولة"، معتبراً أن "مجرد وجودهم معاً يحمل رسالة بحد ذاته".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعتبر هذا الاجتماع يشكل انفراجة في العلاقات بين إسرائيل وسوريا ولبنان، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة إنه "لا ينبغي لنا أن نبالغ ونعتبر الأمر اختراقاً، لكنه بالتأكيد يعكس علامة أخرى على الديناميكيات المتغيرة في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بسوريا ولبنان".
المفاوضات السورية الإسرائيلية
يشار إلى أن الأسابيع الماضية شهدت تصاعداً لافتاً في التقارير التي تتحدث عن اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل، والتي خرجت من دائرة التسريبات إلى التصريحات شبه الرسمية، خصوصاً بعد أن أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، عن إشرافه الشخصي على حوار سياسي وأمني مباشر مع الحكومة السورية.
وقبل أيام، كشـف السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، أن الولايات المتحدة الأميركية ترعى إجراء "محادثات ذات مغزى" بين سوريا وإسرائيل، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تحقيق السلام بين الجانبين قد يتطلب وقتاً، نظراً لتعقيدات المشهد الداخلي السوري.
وشدد المبعوث الأميركي على أن انخراط سوريا في هذه الاتفاقيات "لن يكون فورياً"، لأن الرئيس السوري، أحمد الشرع، "قد يواجه مقاومة داخلية"، موضحاً أنه "لا يمكن لشعبه أن يُجبره أو يُملي عليه توقيع اتفاقيات إبراهيم، لذلك عليه أن يتحرك ببطء".