تحولت الطائرات لهدف لعمليات الخطف منذ بداية اعتمادها بالمجال التجاري لنقل الركاب من منطقة لأخرى، حيث لم يتردد كثيرون في إخفاء أسلحة وركوب الطائرة قبل أن يباشروا بتحويل وجهتها. وبينما أقدم البعض على خطف الطائرات للمطالبة بفدية، عمد آخرون لخطفها إما بغية تفجيرها بعمليات إرهابية أو من أجل مقايضة ركابها بعدد من الأسرى والسجناء.
وقبل أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 التي مثلت أشهر عملية خطف للطائرات على مر التاريخ، شهد العالم أولى عملية تحويل وجهة طائرة بأقصى شرق آسيا حيث تعرضت طائرة تابعة لمؤسسة النقل الجوي بماكاو لعملية خطف قبل أن يعرف ركابها مصيرا مروعا.
إلى ذلك، مثلت ميس ماكاو (Miss Macao) طائرة مائية أميركية الصنع من نوع كونسوليديتد بي بي واي كاتالينا (Consolidated PBY Catalina). وعام 1948، كانت ميس ماكاو مملوكة لمؤسسة كاتاي باسيفيك (Cathay Pacific) التابعة لهونغ كونغ وعملت في المقابل لصالح مؤسسة النقل الجوي بماكاو (Macau Air Transport Company).
أثناء تواجدها فوق دلتا نهر اللؤلؤة بجنوب الصين، وقعت الطائرة ميس ماكاو ضحية لعملية خطف حيث أقدم أربعة مسلحين على إشهار أسلحتهم وهددوا سائق الطائرة التي تواجد على متنها 26 راكباً كان من ضمنهم 4 من الخاطفين و3 من طاقم الطائرة. وأثناء عملية الخطف، أكد الخاطفون أنهم يريدون فقط الحصول على المال عبر القيام بهذه العملية.
إلى ذلك، أبدى قائد الطائرة مقاومة شرسة ورفض الانصياع لأوامر الخاطفين. وبسبب ذلك، أطلق أحد الخاطفين النار عليهم وأرداه قتيلا. وضمن ما وصف بأول عملية خطف لطائرة تجارية بالتاريخ، هوت ميس ماكاو وتحطمت متسببة في مقتل 25 شخصا، وإصابة أحد الخاطفين حيث أقدم الأخير على القفز بالوقت المناسب قبيل ارتطام الطائرة بالماء وتحطمها.
عقب اعتقاله من قبل شرطة ماكاو واقتياده لاحقا للمحكمة، اعترف الخاطف الناجي وونغ يو (Wong Yu) بانتمائه لمجموعة تكونت من أربعة أفراد. كما أكد الأخير أيضا أن الهدف من العملية كان الاستيلاء على ممتلكات الركاب، الذين كانوا من الأثرياء، والمطالبة بفدية لإطلاق سراحهم. وبسبب مقاومة قائد الطائرة، تحولت عملية الخطف لكارثة عقب إقدام أحد الخاطفين على توجيه رصاصة نحو رأس قائد الطائرة.
عقب هذه الاعترافات، قررت المحكمة بماكاو إرسال الخاطف وونغ يو نحو هونغ كونغ لمحاكمته هناك بسبب تسجيل الطائرة المخطوفة ميس ماكاو بهونغ كونغ وانتماء أغلب الركاب لهذه المنطقة. وفي الأثناء، رفضت السلطات الاستعمارية البريطانية بهونغ كونغ محاكمة المتهم بسبب وقوع الحادثة فوق الأراضي الصينية وتأكيدها على عدم امتلاكها لأي سيادة شرعية على الصين. وبسبب ذلك، أطلق سراح الخاطف وونغ هو من سجن ماكاو المركزي خلال شهر حزيران (يونيو) 1951 ورحّل نحو الصين أين توفي بعد فترة وجيزة.