منوعات

ماذا حدث لإمبراطورية إبستين العقارية بعد وفاته؟

ماذا حدث لإمبراطورية إبستين العقارية بعد وفاته؟

عاد اسم جيفري إبستين إلى الواجهة بعد ست سنوات على وفاته في زنزانته، وسط تزايد الضغوط للإفراج عن مزيد من الوثائق المتعلقة بالتحقيق حول رجل الأعمال المدان بجرائم جنسية.

وفي يوليو 2019، وجه المدعون الفيدراليون إلى إبستين تهما تتعلق باستغلال واعتداء جنسي على عشرات الفتيات القاصرات بين عامي 2002 و2005، لكن وفاته بعد نحو شهر من اعتقاله أدت إلى إسقاط جميع تلك التهم.

وقد وقعت العديد من الجرائم المزعومة في مجموعة من العقارات الفخمة التي كان يمتلكها إبستين في مانهاتن، ونيو مكسيكو، وبالم بيتش، وباريس، وجزر العذراء الأمريكية.

ووفقا لمنفذي وصيته، فقد قدرت ثروة إبستين بعد وفاته بنحو 578 مليون دولار، كان منها ما يزيد عن 117 مليون دولار عبارة عن ممتلكات عقارية.

وبين عامي 2021 و2023، تم بيع معظم تلك العقارات مقابل ما يقارب 160 مليون دولار.

ويبدو أن التركة احتفظت بحوالي 50 مليون دولار من عائدات تلك المبيعات، فيما خُصّص الباقي لتمويل "برنامج تعويض ضحايا إبستين"، وهو صندوق أنشئ في عام 2020 لدفع تعويضات مالية لأكثر من مئة ضحية، بالإضافة إلى صندوق مخصص لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية في جزر العذراء الأميركية.

كما تم بيع أو نقل ملكية عقارين على الأقل كان إبستين يمتلكهما في نيو ألباني، أوهايو، قبل سنوات من وفاته.

ومنذ عام 2019، وزعت التركة أكثر من 160 مليون دولار على الضحايا، وسدّدت قرضًا بقيمة 30 مليون دولار، كما توصلت إلى تسوية بقيمة 105 ملايين دولار مع حكومة جزر العذراء الأميركية.

ومع ذلك، وبفضل استرداد ضريبي بقيمة 112 مليون دولار من هيئة الإيرادات الداخلية (IRS) في العام الماضي، لا تزال التركة تمتلك أصولا تقدر بـ131 مليون دولار، وفقًا لأحدث تقاريرها بتاريخ 31 مارس.

وفي ما يلي مصير العقارات التي كانت مملوكة لإبستين:

9 East 71st Street، نيويورك

المنزل الكلاسيكي المكون من سبعة طوابق و40 غرفة في حي أبر إيست سايد في مانهاتن، ورد ذكره 14 مرة في لائحة الاتهام الفيدرالية ضد إبستين، إذ زعم المدّعون أنه استغل هذا العقار لاستقطاب ضحايا قاصرات.

وقد بُني المنزل في ثلاثينيات القرن العشرين لوريث سلسلة متاجر "مايسي"، هربرت ستراوس، واشتراه إبستين في عام 1989 مقابل 13 مليون دولار من رجل الأعمال ليزلي ويكسنر، الذي كان على علاقة تجارية وثيقة بإبستين منذ أواخر الثمانينيات.

(ويكسنر صرح لاحقًا بأنه أنهى علاقته بإبستين في عام 2007).

وفي عام 2011، نُقلت ملكية المنزل إلى شركة "Maple Inc." المسجلة في جزر العذراء الأمريكية والتي كان إبستين يسيطر عليها.

وقد قدّرت تركة إبستين قيمة العقار بـ56 مليون دولار بعد وفاته، وعرضته للبيع مقابل 88 مليون دولار، إلا أنه بيع في نهاية المطاف مقابل 51 مليون دولار في مارس 2021 إلى مايكل دافي، المدير التنفيذي السابق في "غولدمان ساكس".

وأكد محامو التركة آنذاك أن نحو 51 مليون دولار من العائدات حُوّلت إلى صندوق تعويض الضحايا.

وكان لإبستين أيضًا ارتباط بالعقار المجاور الواقع في 11 East 71st Street، والذي يملكه حاليًا وزير التجارة هوارد لوتنيك، وكان جاره لسنوات طويلة.

فقد اشترت شركة "SAM Conversion Corp." هذا المنزل في عام 1988، وهي شركة مسجلة في كولومبوس، أوهايو، ومرتبطة بويكسنر، وكان إبستين مدرجًا كنائب رئيس في وثائق الملكية.

وفي عام 1992، نُقلت ملكية المنزل إلى صندوق ائتماني كان إبستين أحد أمنائه، ثم بيع لاحقًا لكيان غير مرتبط به مقابل 6.2 مليون دولار، قبل أن يشتريه لوتنيك عام 1998 مقابل 7.6 مليون دولار.

358 El Brillo Way، بالم بيتش، فلوريدا

ورد هذا المنزل الفخم المكوّن من ست غرف نوم في لائحة الاتهام لعام 2019، والتي زعمت أن إبستين كان يستدرج فتيات قاصرات للاعتداء عليهن فيه.

وقد بدأت السلطات المحلية التحقيق في هذا المنزل عام 2005، وانتهت بتوجيه تهمة واحدة فقط لإبستين عام 2006 وهي التحريض على الدعارة.

واشترى إبستين هذا العقار في عام 1990 مقابل 2.5 مليون دولار، وكان يقع على مقربة من منتجع "مار-آ-لاغو" الذي اشتراه دونالد ترامب عام 1985.

وقدرت التركة قيمة المنزل بـ12.4 مليون دولار في 2019، ثم عرضته للبيع مقابل 22 مليون دولار، قبل أن يُباع في يناير 2021 مقابل 18.5 مليون دولار.

ووفق التقارير، ذهبت عائدات البيع إلى صندوق تعويض الضحايا.

وقام المطور العقاري تود مايكل غلاسر، الذي اشترى المنزل، بهدمه، وتغيير عنوانه، ثم باع الأرض لاحقًا مقابل 26 مليون دولار.

جزيرتا غريت سانت جيمس وليتل سانت جيمس، جزر العذراء الأميركية

اشترى إبستين جزيرة "ليتل سانت جيمس" في عام 1998 مقابل نحو 8 ملايين دولار، ثم أصبحت تُعرف لاحقًا باسم "جزيرة المتحرشين بالأطفال"، بسبب الادعاءات باستخدامها كموقع للاتجار الجنسي.

وفي عام 2016، اشترى إبستين الجزيرة المجاورة الأكبر "غريت سانت جيمس" مقابل 22.5 مليون دولار.

وتشير الدعوى القضائية المقدمة من حكومة جزر العذراء إلى أن إبستين استخدم الجزيرتين لإخفاء ممارساته ومنع اكتشافها من قبل السلطات أو الجمهور.

وبعد وفاته، قُدّرت قيمة الجزيرتين بـ31 مليون دولار، إلا أن التركة عرضتهما للبيع مقابل 125 مليون دولار.

وفي ديسمبر 2022، توصّلت إلى تسوية مع حكومة جزر العذراء الأميركية بقيمة 105 ملايين دولار نقدًا، إلى جانب سداد 80 مليون دولار من الامتيازات الضريبية، و450 ألف دولار لإصلاح الأضرار البيئية الناتجة عن تدمير إبستين لهياكل تاريخية في "غريت سانت جيمس".

وقد بيعت الجزيرتان في مايو 2023 إلى رجل الأعمال ستيفن ديكوف مقابل 60 مليون دولار، الذي يخطط لتحويلهما إلى منتجع فاخر يضم 25 غرفة، مع تخصيص نصف عائدات البيع لصالح ضحايا الاعتداءات الجنسية والاتجار بالبشر.

Zorro Ranch، ستانلي، نيو مكسيكو

تُعد "Zorro Ranch" العقار الوحيد بين ممتلكات إبستين الذي لا يزال يُستخدم حتى اليوم لغرض مشابه لما كان عليه في السابق، كمزرعة لتربية الماشية.

ففي عام 1993، استأجر إبستين قطعة أرض بمساحة 1,200 فدان من ولاية نيو مكسيكو، وضمت لاحقًا إلى عقار خاص بمساحة 7,500 فدان يملكه.

وأدار العقار عبر شركة "Zorro Trust" التي أسسها عام 1999.

وقدّرت قيمة المزرعة بـ12.2 مليون دولار عند وفاته، وطرحت للبيع مقابل 27.5 مليون دولار، قبل أن تُباع مقابل 18 مليون دولار لرجل الأعمال روي تيبس عام 2023.

وقد أسس تيبس شركة جديدة باسم "Zorro Cattle Ranch LLC"، واحتفظ بالاسم القديم رغم ارتباطه بفضيحة إبستين.

وأكد في تصريحات لصحيفة محلية عام 2024 أن المزرعة لم تُستخدم كمزرعة حقيقية منذ أكثر من عقد، وأنه يعمل حاليًا على تأهيلها وإعادتها إلى نشاطها الزراعي.

Château de la Maisonnette، باريس، فرنسا

لا تزال الشقة الفاخرة التي كان إبستين يمتلكها في شارع فوش بباريس محاطة بالغموض.

ووفقًا للادعاء الأميركي، فقد وُجدت مواد إباحية وصور لقاصرات داخل الشقة التي تبلغ مساحتها 8,600 قدم مربع، وتقع في مبنى قريب من قوس النصر.

وفي عام 2020، ذكرت صحيفة Le Parisien أن الشقة بقيت مهجورة بعد وفاة إبستين، وأن المحققين الفرنسيين استجوبوا عاملات نظافة كن يعملن فيها.

وقالت إحداهن إن "أشخاصًا نافذين جدًا" اعتادوا التردد على المكان ليلًا، دون أن يتمكن أحد من التعرف عليهم بوضوح.

ولم تؤكد تركة إبستين ما إذا كانت الشقة قد بيعت، ولم تُدرج ضمن قائمة أصول التركة حتى مارس 2024، ما يثير تساؤلات حول وضعها القانوني، لا سيما مع استمرار السلطات الفرنسية في التحقيق بجرائم محتملة تتعلق بإبستين داخل فرنسا.

العقارات في أوهايو

امتلك إبستين على الأقل عقارين في نيو ألباني، أوهايو، وهي ضاحية راقية بالقرب من كولومبوس، مقر إقامة الملياردير ليزلي ويكسنر.

ويبدو أن إبستين تخلّى عن هذه العقارات قبل عام 2019، إذ لم تُدرج ضمن تركة وفاته.

وتشير السجلات العقارية إلى أن إبستين امتلك من خلال شركات تابعة له عدة أراضٍ ومنازل في تلك المنطقة بين عامي 1992 و2007، من بينها مزرعة فاخرة مساحتها 21,000 قدم مربع بيعت عام 2007 مقابل 3.5 مليون دولار، ومنزل آخر بيعت ملكيته عام 2003 لشخص مجهول.

ويُعتقد أن نشاط إبستين العقاري في أوهايو كان جزءًا من شراكته العميقة مع ويكسنر، الذي منحه سيطرة واسعة على أمواله واستثماراته، وهي علاقة أثارت لاحقًا تساؤلات قانونية وأخلاقية.

يقرأون الآن