ليبيا آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

مخاوف من فرض صفقة أميركية على ليبيا

مخاوف من فرض صفقة أميركية على ليبيا

بدأ مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط، جولة رسمية إلى ليبيا تشمل لقاءات مع كبار المسؤولين في كلٍّ من طرابلس وبنغازي، في زيارة تركّز على مواجهة النفوذ الخارجي في البلاد، وسط مخاوف من ضغوط أميركية لترحيل مجرمين وتهجير الفلسطينيين إليها.

ومن المقرر أن يلتقي بولس - والد صهر ترامب - في طرابلس برئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إضافة إلى محافظ مصرف ليبيا المركزي ناجي عيسى، لبحث تطورات المشهدين السياسي والاقتصادي.

كما سيعقد اجتماعات لاحقة في بنغازي مع قائد "القيادة العامة" المشير خليفة حفتر، ضمن إطار مشاورات تتصل بتوازنات الملف الليبي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

في هذا السياق، رأى الباحث الأكاديمي فيصل الشريف أن تحركات بولس تتم عبر دول عربية تملك علاقات وثيقة بإدارة ترامب.

وأضاف الشريف، في تصريح لموقع "إرم نيوز"، أن "ما يريده الليبيون ليس هو المحدد، بل ما تريده بعض الدول المؤثرة، بما فيها تركيا وروسيا، ما يجعل الحل معقدا سواء عبر إدارة ترامب أو من خلال البعثة الأممية التي تفقد يوماً بعد يوم مصداقيتها وتأثيرها".

وأشار الشريف إلى أن "ترامب لا يتعامل مع الملفات من منطلقات إنسانية أو دبلوماسية، بل وفق ما يمكن أن تحققه إدارته من مكاسب، خصوصا في ما يتعلق بملف الطاقة الليبي"، مرجحا أن يسعى بولس لإبرام صفقة تضمن امتيازات أمريكية.

وتأتي الزيارة بعد تأجيلها سابقاً في 14 يونيو/ حزيران، لتفادي تأثير محتمل على التحضيرات لمؤتمر برلين، الذي انعقد في 20 من الشهر نفسه.

من جانبه، أكد المحلل السياسي حسام الدين العبدلي أن لقاء بولس بمحافظ المصرف المركزي يفتح تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين واشنطن وأكبر مؤسسة مالية في البلاد.

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تُحكم قبضتها على مؤسسات سيادية ليبية، وقد تسعى إلى فرض أجندة تتعلق بالانقسام المالي، وغسل الأموال، والتحول الرقمي بهدف تقليص نفوذ دول تستخدم ليبيا لتجاوز العقوبات، وفي مقدمتها روسيا".

وأعاد العبدلي التذكير باتهامات سابقة وجهها المحافظ السابق الصديق الكبير، حول طباعة عملة مزوّرة، في إشارة إلى تعقيدات المشهد المالي.

في تعليق له، دعا عضو مجلس النواب عبد السلام نصية السلطات الليبية إلى التعامل بأعلى درجات الشفافية مع زيارة مستشار ترامب، مشيراً إلى ما يتردد بشأن نية الولايات المتحدة ترحيل مجرمين إلى ليبيا، وخطة مزعومة لتهجير فلسطينيين.

واعتبر نصية، في تصريح مكتوب لـ"إرم نيوز"، أن هذه القضايا تمسّ بشكل مباشر سيادة البلاد ومستقبلها السياسي.

وأضاف البرلماني أن الأزمة السياسية الليبية لا تزال تراوح مكانها في ظل انقسامات حادة، وفساد واسع النطاق، واستمرار التوترات الأمنية، رغم محاولات مجلس النواب لتوحيد السلطة التنفيذية. 

وأعرب عن أمله بأن تسفر خارطة الطريق الجديدة، التي أعلنت البعثة الأممية نيتها طرحها في أغسطس/ آب، عن إحياء المسار السياسي.

وكانت الولايات المتحدة قد كثفت أنشطتها العسكرية أخيرا في ليبيا، حيث نفذت قواتها الجوية عمليات قبالة سواحل سرت، وصفتها السفارة الأمريكية بأنها تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي وتكامل البنى العسكرية بين مختلف المناطق.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، زارت السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس ماونت ويتني" موانئ طرابلس وبنغازي، وأجرى الوفد الأمريكي المرافق لها لقاءات موسعة مع المسؤولين الليبيين، على رأسهم عبد الحميد الدبيبة والمشير حفتر، تمحورت حول توحيد المؤسسة العسكرية وتعزيز التعاون الأمني.


يقرأون الآن