أُطلقت من مقر المجلس الوطني للبحوث العلمية في بيروت الحملة الوطنية للحد من حرائق الغابات تحت شعار ما تلعب بالنار، بحضور رسمي وبيئي واسع.
واعتبر وزير الزراعة نزار هاني أنّ الحد من حرائق الغابات لم يعد مجرد استجابة موسمية، بل "معركة دائمة لحماية الحياة والهوية البيئية والثقافية للبنان".
وشدد على أن "الغابة ليست مجرد غطاء أخضر، بل منظومة حيوية متكاملة تحمي التربة وتختزن المياه وتحتضن التنوع البيولوجي".
وأوضح أن الحملة ترتكز إلى مقاربة علمية وعملانية تقوم على:
• تنظيف الأحراج والطرقات من الكتلة الحيوية الجافة واستثمارها في إنتاج الكومبوست.
• تطوير شبكات الإنذار المبكر ونشر توقعات المجلس الوطني للبحوث العلمية.
• رفع الوعي المجتمعي وتطبيق القوانين بحق المخالفين.
• تفعيل دور البلديات والجمعيات المحلية كشركاء في الوقاية.
وتوجّه بتحية إلى رجال الدفاع المدني، والجيش، وكل المتطوعين والشركاء، مؤكدًا أن "الغابة لا تحترق وحدها، بل تحترق معها الذاكرة ومقدرات الأجيال القادمة".
وشددت وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين على أهمية تكامل الحملة مع مشروع إدارة مخاطر حرائق الغابات الذي أطلقته الوزارة مؤخرًا، مؤكدة أنّ "تضافر الجهود بين وزارات البيئة والداخلية والزراعة، واستناد السياسات العامة إلى البحث العلمي، هو السبيل الأمثل لمواجهة أخطار تغير المناخ والجفاف".
وأشارت الزين إلى الإحصاءات المقلقة التي أظهرت تزايد عدد الحرائق، إذ بلغ عددها 6365 في عام 2024، و466 حريقاً حتى منتصف تموز 2025، محذّرة من أن "الحرائق لا تندلع من تلقاء نفسها، بل نتيجة الإهمال أو السلوك الخاطئ، ما يستوجب المحاسبة".
ودعت إلى "تطوير آليات التشحيل والتشجير بما يراعي خصوصيات كل منطقة، وإدماج وزارة العدل في المساءلة"، مؤكدة أن "الوقاية توفر على الدولة أضعاف تكاليف الإغاثة، وأن الاستثمار في الوقاية هو الخيار الأجدى".
وأكد الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور شادي عبد الله أن التحديات المناخية تتطلب يقظة دائمة، مشيرًا إلى أن موسم الحرائق بدأ مبكرًا هذا العام، ما ينبئ بصيف استثنائيّ.
وعرض عبد الله منظومة الإنذار المبكر المتكاملة التي طورها المجلس منذ عام 2009، وتشمل:
• نشرات تقييم المخاطر اليومية.
• تطبيقات مخصصة للاستجابة السريعة.
• تقييمات بيئية لما بعد الحريق باستخدام الدرونات وصور الأقمار الصناعية.
• حلول قائمة على الطبيعة لإعادة التأهيل.
ودعا الحضور إلى جولة ميدانية في غرفة العمليات الوطنية في الطابق الثالث من مبنى المجلس، التي تشكّل محورًا للتنسيق اليومي بين كافة الأجهزة المعنية.
وفي كلمة ممثل وزير الداخلية والبلديات، شدد العميد نبيل فرح المدير العام للدفاع المدني بالتكليف على أن "الخطر لم يعد موسميًا، بل أصبح تحديًا دائمًا يتفاقم سنويًا"، مشيرًا إلى أن "الوقاية تبدأ من الوعي المجتمعي ولا تنجح دون شراكة استراتيجية بين الجهات الرسمية والأهلية".
وسلّط فرح الضوء على مبادرات الدفاع المدني التي شملت:
• إطلاق حملات توعية لمحيط الغابات.
• تنظيم دورات تدريبية لعناصر الدفاع المدني.
• افتتاح مدرسة متخصصة في حمانا لتدريب فرق الإطفاء بالتعاون مع خبراء فرنسيين.
• تطوير غرفة العمليات المركزية لتسهيل الاستجابة باستخدام تطبيقات ذكية.
• السعي لتأمين هبات وتجهيزات نوعية من الجهات الدولية.
وقدّمت مديرة جمعية الثروة الحرجية والتنمية (AFDC) سوسن بو فخر الدين عرضًا عن أهداف الحملة الوطنية للحد من حرائق الغابات التي تستمر لغاية تشرين الثاني، مركّزة على أهمية الشراكات بين المجتمع المحلي والسلطات الرسمية لزيادة الوعي، وتعزيز الوقاية وبناء جهوزية مستدامة وربط الاستجابة السريعة بالإنذار المبكر.
وعرض فيلم ترويجيّ قصير يعكس رسالة الحملة، ويسلط الضوء على المخاطر المتزايدة لحرائق الغابات، وأهمية التدخل المبكر، وثقافة المسؤولية الفردية والمجتمعية في حماية البيئة اللبنانية.