أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن موقف بلاده "لا يزال قويًا" بعد الهجمات الإسرائيلية، مؤكدًا تمسك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم داخل منشآتها النووية. وقال عراقجي إن بلاده ستدافع عن هذا الحق خلال الاجتماع المرتقب مع الترويكا الأوروبية – بريطانيا، فرنسا، وألمانيا – المقرر صباح الجمعة في القنصلية الإيرانية في إسطنبول، وفق ما نقلت وكالة "تسنيم".
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قد أعلن مطلع الأسبوع أن طهران وافقت، بطلب من الدول الأوروبية الثلاث، على استئناف المفاوضات النووية، على أن تُعقد الجولة الجديدة على مستوى نواب وزراء الخارجية، بمشاركة مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي عن الجانب الإيراني.
وفي تصريحات تسبق اجتماع إسطنبول، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي أن بلاده مستعدة لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة، بشرط الاعتراف بحقوق إيران بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، وبناء الثقة، وتقديم ضمانات تحول دون تجدد أي عمل عسكري ضدها. وكشف آبادي أن إيران سمحت لفريق فني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة البلاد خلال الأسابيع المقبلة، لمناقشة "آلية جديدة" للتعامل بين الطرفين، موضحًا أن الزيارة ليست للتفتيش بل للحوار التقني.
ولم يصدر تعليق رسمي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذه التصريحات، لكن مديرها العام رافائيل غروسي أكد أنه يتواصل بفعالية مع جميع الأطراف المعنية بالملف الإيراني. وشددت الوكالة على ضرورة استئناف عمليات التفتيش، لا سيما بعد الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة الشهر الماضي ضد منشآت نووية إيرانية، في محاولة لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أن برنامجها مخصص لأغراض مدنية فقط. وقال غريب آبادي إن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تقيّم حالياً الأضرار التي لحقت بالمنشآت، موضحاً أن الوضع لا يزال خطيراً بسبب احتمالات التلوث الإشعاعي، وأن طهران بانتظار التقرير الفني لتحديد الخطوات المقبلة.