انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مبادرة فريدة من نوعها تحت اسم "رسائل البحر"، تهدف إلى إرسال مساعدات غذائية لأهالي قطاع غزة المحاصر عبر التيارات البحرية في البحر المتوسط.
الفكرة التي بدأت كبادرة فردية سرعان ما تحولت إلى حركة تضامنية واسعة، حيث تقوم على تعبئة زجاجات بلاستيكية فارغة بمواد غذائية جافة مثل الأرز والعدس، ثم إلقائها في البحر من عدة نقاط على السواحل المصرية والشمال إفريقية، على أمل أن تحملها التيارات المائية إلى شواطئ غزة.
وقد أوضح القائمون على المبادرة أن اختيار الزجاجات البلاستيكية جاء لعدة أسباب، أهمها قدرتها على الطفو لفترات طويلة، وسهولة إحكام غلقها لحماية المحتويات من التلف، بالإضافة إلى توفرها بكثرة وبأسعار زهيدة.
كما أكدوا أن التيارات البحرية في المتوسط تتجه عادة من الغرب إلى الشرق، مما يزيد من فرص وصول هذه "الرسائل الإنسانية" إلى وجهتها.
وقد وجه المنظمون دعوة عامة لسكان المدن الساحلية في مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب للمشاركة في هذه الحملة، مؤكدين أن العملية لا تتطلب سوى زجاجة بلاستيكية وكيلوغرام واحد من أي مادة غذائية جافة، مع التشديد على أهمية إغلاق الزجاجات بإحكام لضمان وصول المحتويات سليمة.
من ناحية أخرى، حدد نشطاء المبادرة بعض النقاط الساحلية المثلى لتنفيذ الحملة، حيث أشاروا إلى أن مدن شمال سيناء وخاصة العريش والشيخ زويد ورفح تمثل مواقع استراتيجية بسبب قربها النسبي من غزة وملاءمة التيارات البحرية فيها.
وقد لاقت المبادرة تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشر هاشتاج #رسائل_البحر بشكل واسع، مع مشاركة آلاف المستخدمين لتعليمات التنفيذ وتجاربهم الأولى، بالإضافة إلى قصص نجاح سابقة لزجاجات مماثلة وصلت بالفعل إلى غزة في ظروف مشابهة.
ويؤكد القائمون على المبادرة أنهم لا يقدمون حلما مستحيلا، بل خطة عملية بسيطة يمكن أن تساهم في تخفيف المعاناة عن أهل غزة، ولو بشكل محدود، في ظل استمرار الحصار الصارم المفروض على القطاع منذ سنوات.