العراق آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

قاآني في زيارة خاطفة إلى بغداد.. تحذير قادة الفصائل من تجاوز الخطوط الحمراء

قاآني في زيارة خاطفة إلى بغداد.. تحذير قادة الفصائل من تجاوز الخطوط الحمراء

في تطور لافت يعكس تنامي القلق الإيراني من التصعيد الأخير داخل العراق، كشفت مصادر مطلعة عن قيام قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بزيارة غير معلنة إلى بغداد، حيث التقى عددا من قادة الفصائل المسلحة، ناقلا رسالة واضحة من طهران ترفض فيها أي خطوات هجومية أحادية قد تمس استقرار إقليم كردستان أو تهدد المصالح الاقتصادية للبلاد.

وقالت المصادر ، إن “قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، أجرى زيارة خاطفة إلى العاصمة بغداد امتدت من الساعات الأولى لليلة أمس، وحتى فجر اليوم، التقى خلالها عدد من قادة الفصائل”، مبينة أن “قآاني أكد لقادة الفصائل رفض القيادات العليا في طهران أي إجراءات أحادية الجانب بشأن استهداف إقليم كردستان أو مراكز العراق الاقتصادية”.

وحذر قاآني بحسب المصادر، من “مخالفة الفصائل لقرارات الحكومة العراقية بشأن حصر السلاح”، في إشارة إلى جدية السوداني في حصر سلاح الفصائل.

وتعد زيارة قاآني إلى العراق الثانية خلال أقل من أسبوعين، بعد أن كان قد زار بغداد سرا في 17 تموز يوليو الجاري، ونقل خلال الزيارة تحذيرات إيران من هجمات إسرائيلية مرتقبة على العراق قد تستهدف منشآت وأفراد ومقار ومعسكرات، في إطار توسيع نطاق الهجمات الإسرائيلية في المنطقة بشكلٍ عام، كما ودعا قاآني المسؤولين في بغداد إلى معالجة بعض المشكلات الداخلية، وحذرهم من اختراق “إسرائيلي” لأجهزة الدولة.

وجاء ذلك بالتزامن مع تسجيل هجومين جديدين لطائرتين مسيرتين في أربيل إحداها سقطت عند الخامسة و50 دقيقة من فجر اليوم الاثنين في ناحية رزكاري التابعة لقضاء خبات بمحافظة أربيل، دون تسجيل أي خسائر بشرية، والثانية في قرية كوَسور، من دون أن توقع أضرارا أو خسائر، بحسب تصريحات رسمية.

وعلى إثر ذلك، وصل الأعرجي إلى أربيل برفقة وفد أمني لتقصي الحقائق بشأن الهجمات التي تعرض لها الإقليم مؤخرا باستخدام طائرات مسيّرة، حيث جرى استقباله في مطار أربيل الدولي من قبل وزير داخلية الإقليم.

ويضم الوفد كلا من معاون رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي، ووكيل جهاز المخابرات، والوكيل الأمني لجهاز الأمن الوطني، ومدير مديرية استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب العراقي.

وتعرض إقليم كردستان الى أكثر من 20 هجوما بطائرات مسيرة خلال الشهر الحالي، استهدف معظمها حقولا نفطية ومنشآت حيوية، فيما أكد مسؤولون كرد أن الهجمات كلفت الإقليم خسارة بما يقارب 200 ألف برميل من إنتاج النفط.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في 18 تموز يوليو الجاري، نتائج التحقيق بهجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت منشآت عسكرية ومدنية ونفطية في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، وخلّفت أضراراً اقتصادية واسعة، إلا أنها لم تكشف عن الجهات المتورطة بتنفيذها، وجاء في التحقيق أن الطائرات المستخدمة كانت من نوع واحد، ومزودة برؤوس حربية مُصنّعة خارج العراق.

ومنذ إعلان انتهاء الجولة الأخيرة من التصعيد الإقليمي بين إيران وإسرائيل في أواخر حزيران يونيو الماضي، يشهد العراق تصاعدا في وتيرة الهجمات بالطائرات المسيرة.

وبدأت الهجمات، عندما أعلن قائد عمليات بغداد، في 24 حزيران يونيو الماضي، أن طائرة مسيّرة مجهولة الهوية، نفذت هجوما استهدف أحد المواقع داخل معسكر التاجي، شمالي العاصمة بغداد، دون أن تُعرف الجهة المنفذة حتى الآن، كما تعرض مطار أربيل الدولي لمحاولة هجمات متكررة بطائرات مسيرة مفخخة.

كما تلقى رئيس الوزراء، محمد السوداني، مؤخرا، رسائل أميركية، حملها القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق، ستيفن فاجن، بشأن سلاح الفصائل في العراق، موضحا فيها موقف واشنطن من استمرار سلاح تلك الفصائل، وسط تحذيرات من تدخل دولي يحسم مصير هذا السلاح في حال فشل السوداني في حسمه، بحسب مصادر.

ويأتي هذا اللقاء بعد يوم واحد من تصريح رسمي للخارجية الأميركية، أعربت فيه عن قلقها المستمر من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، والتي تعمل ضمن قوات الحشد الشعبي في العراق، مشيرة إلى أن بعض تلك الجماعات والأفراد مرتبطين بمنظمات مصنفة “إرهابية”.

وأعلنت الفصائل المسلحة العراقية، في 5 تموز يونيو الجاري، أنها لن تتخلى عن السلاح، واصفتا إياه بأنه “خيار استراتيجي لا مساومة عليه”، كما قالت إن “سلاحنا باقٍ حتى زوال التبعية”.

يقرأون الآن