لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خاص "وردنا" – خطابُ الحسم على منبرِ المُؤسّسة العسكريّة

خاص

وضعَ رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون النّقاط على الحروف في خطابه الذي ألقاه من وزارة الدّفاع الوطنيّ في اليرزة صباحَ اليوم.

استطاعَ الرّئيس عون أن يُصارِحَ اللبنانيين بكلمةٍ حاسمة للموقف من ملفّ سلاح حزب الله. أعلنها صراحةً وبشكلٍ مباشرٍ "حصر السّلاح بيد الدّولة فقط. بما في ذلكَ سِلاح حزب الله". فهي المرّة الأولى التي يُسمّي فيها رئيس الجمهوريّة سِلاحَ الحزبِ بالمُباشر.

كما أنّ الرّئيس عون استطاعَ أن يُفكّكَ "العبوّات النّاسفة" التي حاولَ البعضُ زرعها على جانبِ الطّريق نحوَ جلسة مجلس الوزراء المُزمَع عقدُها الثّلاثاء المُقبل. فهو أكّدَ أنّ الرّدّ اللبنانيّ على الورقةِ الأميركيّة تضمّنَ تسمية سلاح حزب الله، وفي الوقتِ عينه يلحظُ المطالب اللبنانيّة الرّسميّة بوقف الاعتداءات الإسرائيليّة والانسحاب خلفَ خطّ الحدود المُعترف به دوليّاً ووقف الانتهاكات في البرّ والبحر والجوّ.

يُدركُ رئيس الجمهوريّة حساسيّة الموقف الخارجيّ والدّاخليّ بشأن سلاح حزب الله. والمُهم في التّوقيت أنّه جاءَ بعد ساعات من الكلمة المسائيّة لأمين عام حزب الله نعيم قاسم. وقد جعلَ الالتزام اللبنانيّ الرّسميّ من أعلى هرمِ السّلطة في لبنان يتقدّم على مضمون خطاب قاسم الذي حملَ جُملة متناقضات بين وضعهِ الشّروطَ لتسليم السّلاح وتمسّكه بعدم تسليم السّلاح تحتَ أيّ ظرفٍ.

ليسَ صدفةً أن يختارَ الرّئيس عون عشيّة عيد الجيش لمخاطبة اللبنانيين قبلَ الخارج بالتأكيد على أنّ القرار بسحبِ كلّ سلاحٍ خارج إطار الجيش اللبنانيّ والمؤسّسات الأمنيّة غير قابلٍ للنّقاش. كما أنّ اختيار عشيّة عيد المؤسّسة العسكريّة لدعوة حزب الله وبيئتهِ للانضواءِ تحتَ كنف الدّولة والمؤسّسات بوصفها الجهة الوحيدة القادرة على حماية لبنان وحمايةِ هذه البيئة من المخاوف التي يزرعها حزبُ الله وسطها.

عشيّة عيد الجيش تحملُ رمزيّة بالغة نظراً لكونِ المؤسّسة العسكريّة الشّاهدَ الوحيد على تماسكِ المُؤسّسات في ظلّ الأزمات. وأنّها المؤسّسة الوحيدة التي يلتفّ حولها جميع اللبنانيين من شمال لبنان إلى جنوبِه. وأنّها المؤسّسة الوحيدة المُخوّلة الدّفاع عن أرضِ وبحرِ وجوّ وسيادة وشعبِ لبنان بكلّ المعاني. ودرءِ المخاطر والفِتَن من أيّ جهة جاءَت أو أطلّت برأسها.

ولتعزيزِ دورِ هذه المُؤسّسة التي خرّجَت 5 رؤساء جمهوريّة في لبنان، منهم جوزاف عون، كانَ التأكيد على أنّ موقفَ لبنان الرّسميّ هو دعمُ هذه المؤسّسة والطّلب من الدّول الصّديقة دعم الجيش بمليار دولار سنويّاً على مدى 10 سنوات، وذلكَ في إطار دعمه لنزع أيّ ذريعة من أيّ طرفٍ يريد الإبقاء على سلاحه. أكانَ حزب الله أو بعض الفصائل الفلسطينيّة.

يقرأون الآن