أكدت قيادات في الجيش الإسرائيلي أنها تعيش حالة من الإحباط تجاه المستوى السياسي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أنها لا تعرف ما الذي ينوي فعله في غزة، بحسب ما كشفت صحيفة "معاريف" العبرية.
ولا تستبعد القناة "12" العبرية وقوع صدام وشيك بين المستويين السياسي والعسكري، مرجحة أن يتضح ذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء المرتقب هذا الأسبوع، في ظل ضغوط من وزراء اليمين الديني لدفع الجيش نحو احتلال كامل لقطاع غزة، والدخول إلى المناطق التي يُعتقد أن الرهائن محتجزون فيها.
قرارات استراتيجية
في المقابل، يعارض الجيش هذا التوجه، وقد وقعت في الآونة الأخيرة عدة مواجهات مباشرة وغير مباشرة في هذا السياق، أبرزها صدامات بين رئيس الأركان الجنرال إيال زامير، ووزير المالية ووزير الدفاع الثاني بتسلئيل سموتريتش.
وتتوقع القناة أن يكون الأسبوع الحالي حاسمًا على صعيد اتخاذ قرارات استراتيجية في إسرائيل، قد تغيّر قواعد الاشتباك المعروفة حتى الآن، في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وبحسب تقرير معاريف، يؤكد قادة في الجيش أنهم يطلعون على مواقف نتنياهو من وسائل الإعلام أو حتى من مصادر "الطرف الآخر"، دون تلقي معلومات مباشرة من رئيس الوزراء.
ويشدد كبار المسؤولين العسكريين على أنهم لا يعلمون حتى الآن ما هي الخطة القادمة في غزة. وبحسب قولهم، فإن أهداف عملية "عربات جدعون" قد تحققت، إلا أن نتنياهو ومستشاره رون ديرمر لا يطلعونهما على أي مستجدات.
مفترق طرق
وأشارت الصحيفة إلى أن الصور المروعة للرهينتين إيفياتار ديفيد، وروم بريسلافسكي، أحدثت صدمة واسعة في الشارع الإسرائيلي، ويرى المحلل العسكري في معاريف، آفي اشكنازي، أن إسرائيل تقف على مفترق طرق بشأن استمرار العمليات في غزة.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، تكمن المشكلة الحالية في أن رئيس الأركان يطالب منذ أيام بعقد جلسة لمجلس الوزراء السياسي–الأمني، لعرض خطط لاستمرار القتال، لكن رئيس الوزراء نتنياهو يرفض عقد الجلسة أو طرح الخطط للنقاش والمصادقة.
المرحلة المقبلة
لذلك، توجه المؤسسة العسكرية انتقادات حادة لسلوك القيادة السياسية؛ وينقل التقرير عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: "لا نعرف ما الذي يريدونه؛ لقد نقلنا الوضع إلى القيادة السياسية، وقلنا لهم أنجزنا مهمات عربات جدعون، وحان دوركم لتحديد المرحلة المقبلة، لكننا لم نتلقَ أي رد".
ويواصل المسؤول العسكري حديثه قائلاً: ندرك في الجيش أننا غيّرنا موقفنا، وأصبحنا مستعدين للمضي في صفقة شاملة، وليس على مراحل، لكن المشكلة أننا لا نعرف ما الذي يجري في المحادثات".
ويختم بالقول: "في السابق، كنا شركاء في اتخاذ القرار ونعرف ما يجري، أما الآن، فالمحادثات تدار بين طرفين فقط، هما رئيس الوزراء والوزير رون ديرمر، ونتلقى المعلومات من الطرف الآخر عبر قنوات استخباراتية، دون أن نعلم من هو هذا الطرف".