العراق

مشادة وعبارات مسيئة تفجّر "أزمة سياسية".. ماذا جرى في ‏البرلمان العراقي؟

مشادة وعبارات مسيئة تفجّر

شهدت جلسة مجلس النواب العراقي، اليوم الثلاثاء توترًا ‏حادًا بين عدد من النواب، تخللته مشادات كلامية واتهامات ‏متبادلة على خلفية التصويت على رئاسة مجلس الخدمة ‏الاتحادي، وسط تضارب في الروايات بشأن حدوث عراك ‏بالأيدي واعتداء على نواب داخل القاعة.‏

وأفاد مصدر برلماني مطّلع لـ"بغداد اليوم"، بأن "جلسة اليوم ‏بدأت بخلاف إداري بين رئيس البرلمان محمود المشهداني ‏ونائبه محسن المندلاوي، حول إدارة الجلسات وآلية إدراج ‏بعض الفقرات في جدول الأعمال من دون علم رئيس ‏المجلس، ما أدى إلى مغادرة المشهداني قاعة البرلمان لبعض ‏الوقت".‏

وخلال فترة غياب رئيس البرلمان محمود المشهداني عن ‏الجلسة، أفاد المصدر بأن "عددًا من النواب مضوا بالتصويت ‏على تثبيت رئيس مجلس الخدمة الاتحادي كمرشح من المكون ‏الشيعي، وهو ما أثار اعتراضًا من نواب المكون السني، الذين ‏اعتبروا الخطوة تجاوزًا على التوازنات السياسية والمناصفة، ‏خصوصًا أن المنصب كان مطروحًا مسبقًا لأن يكون من ‏حصة السنة وفق التفاهمات السياسية".‏

وأشار المصدر إلى أن "رئيس المجلس محمود المشهداني ‏عبّر فور عودته عن استيائه من الخطوة، واعتبرها تجاوزًا ‏متعمّدًا"، مضيفًا أن "هذا الموقف قوبل برد حاد من النائب ‏علاء الحيدري، الذي وجّه ـ بحسب ما نقله شهود ـ إساءة ‏لفظية مباشرة بحق المكون السني، أثارت استياءً واسعًا داخل ‏الجلسة".‏

وتابع المصدر أن "النائب رعد الدهلكي تدخل معترضًا، ما ‏أدى إلى مشادة كلامية حادة بينه وبين الحيدري، تخللتها ‏أصوات مرتفعة وتراشق لفظي، قبل أن تقرر هيئة الرئاسة ‏رفع الجلسة لتفادي تفاقم التوتر".‏

وفي الوقت الذي تداولت فيه بعض المصادر روايات تفيد ‏بحدوث عراك بالأيدي بين النائبين الدهلكي والحيدري، ‏ووصول الاشتباك إلى اعتداء على النائب السني من قبل ‏مجموعة من النواب، نفت مصادر أخرى وقوع أي اشتباك ‏جسدي، وأكدت أن ما حدث لم يتجاوز المشادة الكلامية.‏

وأشار المصدر إلى أن "النواب المنتمين إلى حزبي تقدم ‏وحسم، ورغم حضورهم الجلسة، لم يُسجل لهم أي تدخل فعلي ‏في مجريات الخلاف أو الدفاع عن النائب الدهلكي، ما أثار ‏استغراب بعض النواب السنة الحاضرين، خاصة مع تصاعد ‏حدة التوتر داخل القاعة".‏

موقف تحالف العزم

وعقب الحادثة، أصدر تحالف العزم بيانًا رسميًا استنكر فيه ما ‏وصفه بـ"الإساءة التي طالت النائب رعد الدهلكي والتعرّض ‏غير اللائق لمقام رئيس المجلس"، مشددًا على أن "هذه ‏التصرفات تمثل خروجًا على الأعراف الديمقراطية، وتسيء ‏إلى هيبة المؤسسة التشريعية".‏

وأكد التحالف في بيانه أن "اعتماد أسلوب الإساءة لا يخدم ‏المصلحة الوطنية، ولا ينسجم مع قيم العمل البرلماني، بل ‏يضعف ثقة المواطنين بالمجلس"، داعيًا جميع القوى السياسية ‏إلى "اعتماد الحوار البنّاء لتجاوز الخلافات والحفاظ على ‏وحدة الصف الوطني".‏

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر عن مجلس النواب ‏أي توضيح رسمي بشأن تفاصيل ما جرى داخل الجلسة، أو ما ‏إذا كان سيتم فتح تحقيق بشأن الحادثة.‏





يقرأون الآن