رياضة

غضب في ليفربول بسبب "مجموعة صغيرة" من جماهير كريستال بالاس

غضب في ليفربول بسبب

أعرب الهولندي فيرجيل فان دايك، قائد ليفربول، عن غضبه من مجموعة صغيرة من جماهير كريستال بالاس، بعد أن تسبّبت في إفساد دقيقة الصمت التي أُقيمت تكريماً للاعب البرتغالي السابق ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا، اللذَيْن لقيا حتفهما في حادث سير خلال يوليو (تموز) الماضي.

حصل المشهد على ملعب «ويمبلي» قبيل انطلاق مباراة الدرع الخيرية، إذ كان من المقرر الوقوف دقيقة صمت قبل ضربة البداية، غير أن بعض الأصوات المنبعثة من مشجعين لبالاس داخل ممرات الملعب لم يدركوا أن الحكم أطلق الصافرة لبدء دقيقة الصمت تسبّبت في تشويش الأجواء. وحاول مشجعو بالاس في المدرجات إسكاتهم، لكن محاولاتهم زادت الضوضاء، فيما ردت جماهير ليفربول في الجهة المقابلة بصيحات الاستهجان، ما دفع الحكم كريس كافانا إلى إنهاء دقيقة الصمت قبل موعدها.

وحسب صحيفة «التليغراف» البريطانية، قال فان دايك بعد المباراة: «أنا محبط، هذا كل ما يمكنني قوله. كان هناك كثيرون يحاولون إسكات الضوضاء، لكن ذلك لم يساعد. ما حدث أمر مخيّب، ولكن إذا كان أولئك الأشخاص سيعودون إلى منازلهم وهم راضون عن أنفسهم، فالأمر يعود إليهم».

من جانبه، حاول مدرب ليفربول، الهولندي آرني سلوت، التخفيف من حدة الموقف، قائلاً: «أنا شخص إيجابي، وعندما أفكر في حجم الاحترام الذي قُدم إليهما من كل أنحاء العالم، فهذا ما كان في ذهني. لم يكن الأمر مقصوداً من المشجع أو المشجعين الذين أحدثوا الضوضاء، ثم حاولت جماهير بالاس تهدئتهم، وهو ما تسبب في ضوضاء إضافية، وجماهيرنا ردت على ذلك. لا أعتقد أن هناك نية سيئة، لأن المشجعين حول العالم أظهروا احتراماً كبيراً لديوغو وأندريه. سنرى يوم الجمعة، عندما يأتي بورنموث إلى ملعبنا، مدى احترام الجماهير، وربما كان ذلك المشجع سعيداً جداً بحضوره الدرع الخيرية حتى نسي للحظة ما كان يجري».

وقبل المباراة، وضع أسطورة ليفربول إيان راش، إلى جانب الشريك المالك لكريستال بالاس ستيف باريش، أكاليل زهور على أرضية الملعب تخليداً لذكرى الشقيقَيْن. وشهدت الدقيقة العشرون من الشوط الأول لحظة مؤثرة حين سجل المدافع جيريمي فريمبونغ هدفاً، فيما كانت جماهير ليفربول تحتفل في المدرجات بلاعبها السابق الذي ارتدى القميص رقم 20.

لم يتوقف الجدل عند دقيقة الصمت؛ إذ واصل جمهور ليفربول تقليده المثير للجدل بإطلاق صيحات الاستهجان في أثناء عزف النشيد الوطني البريطاني «فليحفظ الله الملك» قبل المباراة، وهو أمر أصبح سمة ثابتة في كل زيارة للفريق إلى «ويمبلي»، خصوصاً خلال الأعوام الأخيرة. وما إن أُعلن النشيد داخل الملعب حتى علت صافرات الاستهجان والهتافات المعارضة، واستمرت طوال مدة عزفه.

وتعود جذور هذه الظاهرة إلى مشاعر معارضة متجذرة لدى قطاع من جماهير ليفربول تجاه المؤسسة الرسمية في بريطانيا منذ ثمانينات القرن الماضي، وهي مشاعر برزت بوضوح أكبر في السنوات الأخيرة مع تكرار زيارات الفريق لملعب «ويمبلي». وخلال فترة تولي الألماني يورغن كلوب تدريب الفريق، دافع المدرب عن حق الجماهير في التعبير عن موقفها، قائلاً عام 2022: «هؤلاء مشجعون رائعون، ولا يقومون بهذا التصرف إلا إذا كان هناك سبب لذلك. نحن نتمتع بحرية التعبير والرأي، وكان واضحاً أن شيئاً مثل هذا سيحدث، ولا بأس بذلك ما دام لم يتضمن الأمر هتافات عدائية».

وفي مايو (أيار) 2023، وبعد تتويج الملك تشارلز الثالث، اقترحت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز على الأندية عزف النشيد الوطني قبل المباريات، دون إلزامها بذلك. وعندما عُزف النشيد في ملعب «أنفيلد»، أطلق الجمهور صيحات الاستهجان، ما دفع ليفربول إلى إصدار بيان أكد فيه أن «الأمر متروك لكل فرد، ليقرر كيف يحيي هذه المناسبة، ونحن ندرك أن بعض المشجعين لديهم آراء قوية حولها».

يقرأون الآن