أيام قليلة مرّت على قرارات الحكومة اللبنانية التي وصفت بالتاريخية والمتعلقة بتسليم السلاح غير الشرعي على مساحة الوطن حتى بدأت تتقاطر الوفود السياسية والديبلوماسية الى بيروت للبحث في كيفية تطبيق هذه القرارات، وتقديم الدعم اللازم في هذا الاطار.
ووفق مصدر متابع، فإن توقيت الزيارات الديبلوماسية مرتبط بقرارات الحكومة الاخيرة لأن الدول الغربية كما العربية كانت تراقب عن كثب السلطة في لبنان، وكيف ستتعامل مع الملفات المتفق عليها، والواردة في الورقة الاميركية. واليوم، لقيت هذه القرارات تأييدا واسعا على الصعيدين العربي والدولي. وبالتالي، الزيارات التي تشهدها بيروت في الايام المقبلة تأتي في اطار الدعم واعطاء الحكومة غطاء دوليا كبيرا للمضي قدما نحو بناء الدولة.
إذا، لبنان على موعد مع زيارة الموفد الأميركي توم براك الاسبوع المقبل، وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، والموفد الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان،والموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان،ووفد قطري.
وعلى الرغم من أهمية الزيارات كافة، فإن زيارة لاريجاني لها طابعها الخاص، بعد قرارات حصر السلاح، وبعد التصعيد في المواقف الايرانية، وخطابات "حزب الله" التي تؤكد عدم التسليم مهما كلّف الامر.
وبات معلوما، بأن السلطة اللبنانية ستسمع لاريجاني ما تردده علنا ان هناك اصرارا على تطبيق القرارات المتخذة، وأنه لا يجوز لإيران التدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية ولا سيما في المواضيع السيادية.
وفي هذا السياق، أكد مصدر سياسي متابع للملف الايراني في حديث لموقع "وردنا" انه من الضروري الاخذ في الاعتبار ان لاريجاني زار العراق قبل ان يزور لبنان، والمشهد العراقي يتطابق مع المشهد اللبناني. في العراق، هناك مطالبة بتسليم السلاح وحل المليشيات. وإيران بدون الحشد الشعبي وحزب الله والحوثيين تفقد أوراقها في المنطقة التي تضغط من خلالها على المجتمع الدولي. وبالتالي، لاريجاني يريد توجيه رسالة من بيروت الى الخارج، وتحديدا الى أميركا، بأنه لا تزال إيران اللاعب الاساس في المنطقة، وان التصعيد والتهدئة في يدها. المراهنة اليوم على هذه المجموعة التي تخدم استراتيجية ايران في المنطقة.
وفيما تحدثت المعلومات عن ان لاريجاني لن يلتقي وزير الخارجية اللبنانية يوسف رجي، ولم يُجرِ تنسيق الزيارة عبر وزارة الخارجية اللبنانية، وان رجي يفضل عدم استقباله في موقف يعكس تحفظًا رسميًا على الزيارة، اكتفت مصادر "القوات" التي رفضت التعليق على الموضوع بالقول ان "وزارة الخارجية جزء من السلطة التي سيلتقي أركانها لاريجاني، والمهم أن تكون اللقاءات بناءة مع الرؤساء الثلاثة، ونحن مواقفنا واضحة"، معتبرة ان لاريجاني سيطلب من حزب الله التهدئة، وعدم التصعيد في الخطابات، ليظهر لأميركا انه لا تزال لديه أوراقا مهمة في المنطقة، وانه لا يزال الآمر الناهي أو اللاعب الاكبر رغم الضربات الاسرائيلية على ايران. وهنا لا بد من الاشارة الى ان المفاوضات بين أميركا وايران حول الملف النووي تجري بعيدا عن الضجيج الاعلامي، والاسبوع المقبل ستعقد جلسة جديدة، وسيكون في يد ايران ورقة قوة على الطاولة، وهذا ما يفسر زيارة لاريجاني الى لبنان والعراق في هذا التوقيت.
وفي الاطار عينه، كشف أحد المراقبين في حديث لـ "وردنا" ان هناك معلومات تشير الى ان لاريجاني قد يطلب عودة الطيران الايراني الى لبنان، وهذا أمر خطير لأنه يعني عودة تهريب الاموال لتمويل "حزب الله".
أما براك، فإن زيارته الى لبنان تأتي في اطار متابعة تنفيذ الورقة الاميركية، والتأكيد ان الولايات المتحدة تدعم وتشجع لبنان في تنفيذ القرارات المتخذة.
كذلك، فإن لبنان على موعد مع زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي سيحضر للقاء المسؤولين والسعي إلى العمل على بدء تنظيم مؤتمر دولي لمساعدة لبنان وإطلاق مسار إعادة الإعمار عملاً بما تضمنته ورقة توم براك. فرنسا تلعب دور الوسيط، والبحث عن الحلول والمخارج لكل المشاكل من انفجار المرفأ الى اليوم. وفي هذا السياق، تأتي زيارة الوفد القطري إلى لبنان. الدور القطري يأتي في اطار الدعم المالي لينعكس ايجابا على الوضع الاقتصادي. قطر تريد مساعدة لبنان اليوم في كل القطاعات، وليس فقط الجيش طالما قرر السير على سكة الاصلاح. ومن المتوقع الإعلان عن تقديم مساعدة قطرية في مجال الطاقة وفق ما أوضح مصدر سياسي لموقع "وردنا".
وشدد المصدر على أن لبنان بأمسّ الحاجة إلى مساعدات مختلفة، وفي حال قررت السعودية دعمه اقتصاديا يعني ان كل الدول العربية ستقوم بذلك لأن السعودية تلعب دورا اقليميا وحتى دوليا مع العلم انها الداعمة الاساس لقرارات الحكومة في حصر السلاح لأن هذا المطلب بات مطلبا عربيا ودوليا وليس لبنانيا فقط.