عقب تفرغها من عملية غزو بولندا واقتسامها مع السوفييت في خضم الحرب العالمية الثانية، وجهت ألمانيا أنظارها نحو كل من فرنسا وبريطانيا.
وقبل التوجه نحو اجتياح الاتحاد السوفيتي، فضل أدولف هتلر حسم الحرب على الجبهة الغربية إما بالطرق الدبلوماسية أو الخيار العسكري.
وبحلول شهر يونيو (حزيران) 1940، اتخذت الحرب منحى آخر بالنسبة للبريطانيين.
ويوم 22 من ذلك الشهر، استسلم الفرنسيون للألمان عقب فشلهم في وقف التقدم الألماني نحو باريس.
وعلى إثر ذلك، وجد البريطانيون أنفسهم وحيدين في مواجهة أدولف هتلر.
عقب استسلام فرنسا، شهدت بريطانيا انقساما سياسيا بسبب الحرب على ألمانيا. فبينما تشبث البعض بمواصلة القتال والوقوف بوجه الألمان والإيطاليين، تحدث آخرون عن قرب استسلام بريطانيا مؤكدين أن الأمر مسألة وقت في حال عدم حصول بلادهم على دعم عسكري واقتصادي أميركي لمواصلة القتال.
وعلى الرغم من تعاطفها مع البريطانيين بهذا النزاع، رفضت الولايات المتحدة الأميركية التدخل لصالح البريطانيين مؤكدةً التزامها بسياسة النأي بنفسها عن النزاعات بأوروبا وقوانين الحياد التي كان قد مررها الكونغرس خلال الثلاثينيات.
من جهة ثانية، واجهت إدارة الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت انتقادات عديدة حيث اتهمها كثيرون بمحاولة جر البلاد نحو الحرب على ألمانيا.
واحتراماً لوعوده الانتخابية السابقة، فضل روزفلت الإلتزام بالحياد وعدم مساندة أي طرف بالحرب.
مع سقوط فرنسا، تحدثت التقارير التي حصلت عليها الإدارة الأميركية عن قرب انهيار بريطانيا.
وبسبب ذلك، تخوف المسؤولون الأميركيون من إمكانية هيمنة ألمانيا على أوروبا وتوجهها نحو تنظيم تدخل عسكري ضد الولايات المتحدة الأميركية.
وأمام هذا الوضع، قدم الرئيس الأميركي روزفلت طلباً لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل للسماح للأميركيين بإستخدام القواعد البحرية والمطارات العسكرية البريطانية بشمال القارة الأميركية خاصة بترينيداد (Trinidad) وبرمودا ونيوفاوندلاند (Newfoundland).
إلى ذلك، رفض تشرشل الطلب الأميركي وأكد أن بلاده لن تقدم أي شيء بدون مقابل.
ومطلع يونيو 1940، أكد تشرشل لنظيره الأميركي أن الألمان سيستخدمون قواعد بلاده بأي منطقة بالعالم في حال استسلام لندن.
ونزولاً عند رغبة تشرشل، وافق روزفلت على تجاوز قوانين الحياد واتجه لإرسال كميات كبيرة من الذخائر للبريطانيين. وفي المقابل، رفض روزفلت مطلب تشرشل بالحصول على عدد من المدمرات الأميركية لدعم البحرية البريطانية.
بحلول آب (أغسطس) 1940، راسل السفير الأميركي بلندن جوزيف كينيدي (Joseph P. Kennedy) الرئيس روزفلت وأخبره أن بريطانيا على حافة الإنهيار وأن استسلامها مسألة وقت.
وأمام هذا الوضع، وافق روزفلت مساء يوم 30 أغسطس ( آب) 1940 على إبرام اتفاقية لتسليم بريطانيا عددا من المدمرات مقابل حصول الأميركيين على حق التواجد بالقواعد البريطانية بالكاريبي وشمال القارة الأميركية.
بموجب الإتفاقية المبرمة بين الطرفين، حصلت بريطانيا على 50 مدمرة أميركية يعود تاريخ صنعها للفترة ما بين 1916 و1919.
وفي المقابل، سمح للأميركيين بإستغلال القواعد البريطانية لمدة 99 سنة.