قد تكون القمة الأميركية الروسية بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره فلاديمير بوتين، الجمعة، بألاسكا، "أخطر لحظة" بالنسبة لأوكرانيا ورئيسها فولوديمي زيلينسكي، منذ بداية الحرب قبل ثلاث سنوات ونصف.
وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن قمة الجمعة في ألاسكا، ستكون "لحظة حرجة" في تاريخ الحرب الأوكرانية، لأن بوتين وترامب سيقرران مصير أوكرانيا، في اجتماع لم تدع إليه لا هي ولا زعيمها.
وأوضحت الصحيفة، أن زيلينسكي وحلفاءه الأوروبيين يخشون حدوث أسوأ الاحتمالات، وهم قلقون من أن يشكل ذلك "خيانة بمقاييس تقسيمات القوى العظمى التاريخية"، وبالمقابل يأمل بوتين أن تضفي، قمة ألاسكا، الشرعية على مخططاته للاستيلاء على للأراضي الأوكرانية.
وشبهت الصحيفة بين قمة ألاسكا ومؤتمر يالطا عام 1945، حين أجبر ستالين (الرئيس السابق للاتحاد السوفياتي جوزيف ستالين) تشرشل (ونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة) وروزفلت (فرانكلين روزفلت الرئيس الأميركي الأسبق) على إعادة رسم حدود بولندا، وتسليمها للاتحاد السوفيتي.
ولمنع تكرار ما وقع في مؤتمر يالطا، انخرط زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون في عملية دبلوماسية منذ أن عاد مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف، من موسكو.
وقال ويتكوف بعد اجتماعه مع بوتين، في قصر الكرملين الأسبوع الماضي، إن روسيا مستعدة لوقف الأعمال العدائية مقابل تبادل أراض في شرقي أوكرانيا.
ووفقا لما نشرته "تلغراف" فإن هذه "الادعاءات أعجبت البيت الأبيض، لدرجة أن ترامب تخلى عن خططه بفرض عقوبات جديدة على روسيا، ووافق على عقد القمة الكبرى".
وسارع الأوروبيون بعد ادعاء ويتكوف لمعرفة العرض الذي قدمته روسيا بالفعل، فاتضح للأوروبيين أن ويتكوف ليس متأكدا من تفاصيل العرض الروسي.
وقال أحد المسؤولين الأوروبيين المطلعين على المحادثات: "مع مرور الوقت اتضح أن العرض الروسي أقل بكثير مما كان يعتقد في البداية".
وأشارت "تلغراف" إلى أن ويتكوف اعتقد أن بوتين عرض التنازل عن المناطق التي تحتلها روسيا في زاباروجيا وخيرسون مقابل أرض في لوهانسك ودونيتسك.
لكن بوتين طلب الحصول على منطقة لوهانسك ودونيتسك مقابل وقف إطلاق النار، وتجميد خطوط الجبهة في زاباروجيا وخيرسون.
وأعرب القادة الأوروبيون عن قلقهم وذهولهم من استعداد ترامب للنظر في المقترح الروسي، ونزلوا بكل ثقلهم على ترامب ونائبه لإعادة النظر في هذا العرض.
وأوضحت "تلغراف" أن الضغط الأوروبي نجح، وبدأ ترامب في التقليل من توقعاته، واصفا اجتماع ألاسكا بـ"الجلسة الاستطلاعية".
ووعد ترامب بأنه سيتصل بزيلينسكي والقادة الأوروبيين فور انتهاء الاجتماع، قبل إبرام الصفقة.