منوعات

المواعدة عبر الإنترنيت تدفع الناس لخفض معاييرهم في الواقع

تعد تطبيقات المواعدة طريقة شائعة للغاية للتواصل الاجتماعي وللتعرف أو مواعدة الآخرين في الوقت الراهن، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنها قد تدفع الأشخاص إلى خفض معاييرهم في الواقع أيضاً.

المواعدة عبر الإنترنيت تدفع الناس لخفض معاييرهم في الواقع

فوفقاً للباحثين في جامعة "كوينزلاند" للتكنولوجيا في أستراليا، يميل الغير مرتبطين إلى امتلاك فكرة واضحة عما هو مدرج في قوائم رغباتهم في المواعدة، لكن من المرجح أن يخرجوا في الواقع مع أشخاص قابلوهم عبر الإنترنت دون أن يستوفوا هذه المتطلبات بالفعل.

وقد كان الباحثين الاقتصاديين السلوكيين الدكتور "ستيفن وايت" والبروفيسور "بينو تورغلر" وراء هذه الدراسة الذي نشرت تحت عنوان "التفضيل مقابل الاختيار في المواعدة عبر الإنترنت" في مجلة علم النفس السيبراني والسلوك والشبكات الاجتماعية، والتي درست سلوك ما يقرب من 42000 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عام ممن كانوا يستخدمون موقع مواعدة أسترالي يسمى "RSVP" في الفترة الواقعة ما بين شهر يناير من عام 2016 حتى شهر أبريل من عام 2016، بالإضافة إلى كون حوالي 78% من المشاركين من الرجال.

حيث يقول الدكتور وايت: "خلال الدراسة ، نظرنا في ما إذا كان الأشخاص يتواصلون بالفعل مع الأشخاص الذين يتطابقون مع ما يقولون إنه مواصفات شريكهم المثالي في ملفهم الشخصي أم لا، و قد أظهرت النتائج التي توصلنا إليها أنهم لا يفعلون ذلك في غالب الأحيان، كما ويبدو أن ذكر تفضيل ما تبحث عنه ليس له أي تأثير يذكر على خصائص الأشخاص الذين تتصل بهم أو تقوم بمواعدتهم في نهاية المطاف".

بحسب الدراسة، تألفت "قوائم رغبات" المشاركين من سبع فئات للشريك المثالي، وهي لون الشعر، لون العينين، نوع الجسم، المستوى التعليمي، نوع الشخصية، الرأي السياسي والانتماء الديني.

وقرر المؤلفون أنه بدلاً من الاستمرار في البحث للعثور على شخص يتناسب مع معايير قائمة رغبات المشاركين لمواعدته، كان من المرجح أن يتواصل المشاركون مع أشخاص لديهم بعض هذه المعايير وليس كلها.

ففي الواقع، أظهرت الدراسة أن أكثر من 65 % من الأشخاص الذين واعدهم المشاركين في الدراسة على الموقع كانت لديهم فئة واحدة أو أقل تتطابق مع قائمة رغباتهم، وقد كان حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص لديه سمات مطابقة صفرية.

يقول الدكتور وايت: "يعد الكشف عن تفضيلات الشريك المثالية خياراً متاحاً على نطاق واسع وشائع الاستخدام لدى الأشخاص الذين ينشئون ملفاً شخصياً على مواقع المواعدة عبر الإنترنت، ولكن ما إذا كان ذلك فعالاً أو مفيداً في مساعدة الأشخاص في العثور على شخص مميز، فهذا أمر غير واضح حتى الآن".

تقدم هذه الدراسة نتائج فريدة للغاية من حيث أن الأشخاص قد يصرحون بتفضيلهم لشريك مثالي، ولكنهم أكثر من سعداء لبدء المواعدة لتجربة احتمالية الوقوع في الحب حتى مع الأشخاص الذين لا يتطابقون مع معاييرهم تماماً.

بالإضافة إلى النتائج الرئيسية التي توصلت إليها الدراسة، لاحظ المؤلفون أيضاً أن الرجال يميلون إلى أن يكونوا أكثر انفتاحاً من الإناث في الاتصال بزملائهم المحتملين الذين لديهم عدد أقل من التطابقات في المعايير، باستثناء الرجال في الستينيات أو أكبر، والذين كانوا أكثر انتقائية مقارنة بالرجال الأصغر في العمر.

Study finds

يقرأون الآن