خاص

تصوير: عباس سلمان

ترقب ثقيل وانتظار طويل. هكذا تبدو الساعات المقبلة التي تفصل لبنان واللبنانيين عن زيارة الموفد الأميركي توم براك الى بيروت غدا الثلاثاء. الزيارة ليست الاولى وربما لن تكون الاخيرة، لكنها الأهم لأنها ستكون حاسمة جازمة في ملفات تعتبر مصيرية وتاريخية خصوصا انه التقى أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كما يلتقي اليوم الرئيس السوري أحمد الشرع  على أن يصل إلى لبنان مساء، ويبدأ لقاءاته صباح الثلاثاء في قصر بعبدا باجتماع مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، ويلتقي لاحقًا رئيس الحكومة نواف سلام الذي يقيم مأدبة غداء على شرفه، كما يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ويؤكد المتابعون ان الوفد الأميركي يضم الى براك ومورغان أورتاغوس، السيناتور جين شاهين، والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي يشغل منصب رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ الأميركي، ما يمنح مشاركته في الوفد مؤشرًا سياسيًا واقتصاديًا، كما انها رسالة إلى اللبنانيين مفادها أن أي مساعدات دولية للبنان مرتبطة بخطوات ملموسة في ملف "حزب الله".

وفي هذا الاطار، يشير مصدر سياسي لموقع "وردنا" ان الكونغرس الاميركي مهتم جدا للتطورات في لبنان، ويرى بارقة أمل في سير الامور على السكة الصحيحة خصوصا بعد القرارات الحكومية المتعلقة بملف السلاح. وغدا، سيبلغ براك الرؤساء الثلاثة بالجواب الاسرائيلي. وبالتالي، لا يمكن الحديث عن ايجابية أو سلبية قبل معرفة مضمون الرد الاسرائيلي، لكن ما هو أكيد الاصرار الاميركي على ألا عودة إلى الوراء، وتسليم السلاح يجب أن يتم بلا عرقلة ان كانت من الجانب الايراني أو من الجانب الإسرائيلي. 

على أي حال، لبنان قام بواجبه، وهذا ما أكد عليه براك نفسه، والكرة اليوم في ملعب اسرائيل لتلاقي الايجابية اللبنانية بالمثل وسط تخوف من تهربها من الالتزامات خصوصا ان سلاح "حزب الله" يمثل تهديدا مباشرًا لها، وأي إتفاق يجب أن يتضمن ضمانات دولية ولبنانية قوية لإزالة هذا التهديد على حدودها مع لبنان. 

وفي ظل التساؤلات عن كيفية تعاطي الحكومة مع "حزب الله" الذي يصر على أنه لن يبحث في مستقبل سلاحه إلا إذا التزمت إسرائيل تماماً ببنود وقف النار، وقدّمت ضمانات واضحة وثابتة للبنان، نكون قد دخلنا في دوامة معضلة "الدجاجة قبل البيضة أو البيضة قبل الدجاجة"، بسبب التعقيدات السياسية الداخلية والخارجية. 

غدا لناظره قريب، وبناء على الأجوبة التي يحملها براك، سيتخذ المسؤولون اللبنانيون قراراتهم، لكن في السياسة خصوصا في ملفات شائكة ومصيرية، لن تأتي الاجابة لا سلبية بالمطلق ولا إيجابية بالمطلق. السياسة متحركة، وتتحكم بها الظروف والتطورات، وقد نشهد بعض التعديلات من هنا وهناك، وصولا الى صيغة ترضي كل الاطراف. 

ووفق معطيات الوزير والنائب السابق إيلي ماروني، فإن "الجانب الاسرائيلي وافق على بعض بنود الورقة، ورفض بنودا أخرى. لكن، ما من أهمية لأي شيء طالما لم يوافق حزب الله على تسليم سلاحه. المشكلة الاساسية في الداخل اللبناني. اما الامتثال الى قرارات الدولة المدعومة دوليا أو تفتح علينا أبواب جهنم وتعود الحرب، ولبنان لم يعد يحتمل. التشاؤم أو التفاؤل يبدأ من الداخل  لأن المواقف الأميركية والاسرائيلية باتت واضحة، لكن "حزب الله" هو الذي يتخبط بين الرفض والامتناع عن تسليم سلاحه".

وشدد ماروني على ان "اللبنانيين، منذ فترة طويلة، وقبل الحرب الاسرائيلية على لبنان، يطالبون بحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية. وبالتالي، يطالبون بأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة. إذا، ليس انطلاقا من المطالب الاسرائيلية أو الشروط الاميركية، نصرّ على تسليم السلاح انما انطلاقا من حقنا بعد 50 سنة من الحرب أن يكون لدينا دولة سيدة حرة ومستقلة. لذلك، اذا استمرّ حزب الله في رفضه تسليم سلاحه، والحكومة اتخذت قرارا بالتسليم، فأمام الدولة اما نزع السلاح بالقوة أو لا يكون هناك دولة".

يقرأون الآن