لبنان

خاص "وردنا"- مواقف الوفد الأميركي من بعبدا...رسالة إسرائيلية أو دفعة إيجابية؟

خاص

تصوير: عباس سلمان

الرسالة تقرأ من عنوانها. مواقف رئيس الحكومة الاسرائيلية أمس التي تحدث فيها عن استعداد إسرائيل "ل​دعم لبنان​ في جهوده لنزع سلاح ​حزب الله​ وانه إذا اتخذ الجيش اللبناني خطوات لنزع السلاح، فإن إسرائيل ستتخذ تدابير في المقابل بما في ذلك تقليص تدريجي للوجود العسكري الإسرائيلي في لبنان، ليست عابرة في السياق السياسي في هذه المرحلة التاريخية والمصيرية حتى ان البعض اعتبر ان تصريحات الوفد الاميركي من قصر بعبدا جاءت لتؤكد على مواقف نتنياهو لا بل لتنقل رسالته الى المسؤولين اللبنانيين فيما رأى البعض الآخر ان المواقف الاميركية لم تتغير منذ اللحظة الاولى أي اعتماد خطوة مقابل خطوة.

بعد انتظار ثقيل، وصل الوفد الاميركي الذي يضم المبعوث الاميركي الى سوريا توم براك ومورغان أورتاغوس، والسيناتور جين شاهين، والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الى القصر الجمهوري، والتقى رئيس الجمهورية جوزاف عون، مؤكدا ان الاجواء كانت إيجابية، لكن بعض المراقبين اعتبروا ان مواقف غراهام وشاهين كانت بمثابة ساعي بريد للمواقف الاسرائيلية ولم تكن على قدر لاعب دور الوسيط الذي عليه أن يجبر الاطراف المتنازعة على تقديم بعض التنازلات. فيما رأى أحد المحللين السياسيين ان الكلام الرسمي المعتمد هو كلام براك الذي أكد ان إسرائيل ستقدّم خطّتها بالإنسحاب فور حصولها على الخطّة المقدّمة من الجانب اللبناني ما يعني ان ما كان يحكى عن خطوة مقابل خطوة لا زال ساري المفعول أي اننا ننتظر خطة الجيش لنزع السلاح لتقوم اسرائيل بخطوة مقابلة ربما تكون الانسحاب من احدى النقاط الخمس.

صحيح ان غراهام قال ان إسرائيل لن تنظر إلى لبنان بشكل مختلف ما لم يتم نزع سلاح حزب الله كما ان شاهين اعتبرت ان على لبنان نزع سلاح حزب الله قبل السؤال عن انسحاب إسرائيل إلا ان كلام براك وأورتاغوس لا يبدو مختلفا أو يتعارض مع ما كان يُقال في السابق. وبالتالي، كل الكلام الذي نسمعه بعد التصريحات الاميركية من قصر بعبدا، اننا عدنا الى نقطة الصفر وان معضلة أي طرف سيبدأ بالخطوة الاولى ستجعل من قرار الحكومة في حصرية السلاح معقدا جدا، غير صحيح وغير دقيق وفق ما قال أحد المراقبين لموقع "وردنا". هناك من يريد تفسير المواقف وفق مصالحه الخاصة، وإظهار الموقف الاميركي كأنه الناطق باسم إسرائيل، وانه يريد فرض الشروط القاسية على لبنان وحكومته، والتي يمكن ان تؤدي الى حرب أهلية لتحقيق المصالح الاسرائيلية. 

وفيما قال برّاك ان إسرائيل ستقدّم خطّتها بالإنسحاب فور حصولها على الخطّة المقدّمة من الجانب اللبناني كما اعتبرت اورتاغوس ان الأمر الآن يعتمد على الأفعال لا الأقوال وسنقابل إتخاذ الحكومة خطوة بحث إسرائيل على اتخاذ خطوة أخرى، فإن أحد الديبلوماسيين المتابعين أكد لموقع "وردنا" ان الوفد الاميركي لا يحمل معه أي ضمانات أو قدرة على تغيير الشروط الاسرائيلية. أستبعد أن تنجح الحكومة في حصر السلاح في أجواء من التحدي والسلبية. المطلوب حد أدنى من الضمانات الاميركية أو اعطاء جرعة دعم للحكومة لتستطيع تنفيذ قراراتها. الوفد الاميركي وضع الحكومة اليوم في أجواء وكأن الاعتداءات مستمرة وربما ذاهبة الى أبعد من ذلك، وفي الوقت عينه، يريدون من الحكومة سحب السلاح. الوضع معقد كثيرا. الاشادة بعمل الحكومة لا يكفي انما الضمانات ضرورية لانجاح الحكومة في تنفيذ قراراتها . 

وتابع الديبلوماسي بالقول: نتنياهو لا يقوم بأي شيء من أجل تسهيل عمل الحكومة في حصرية السلاح . عليه القيام ببعض الخطوات فيما اسرائيل لا تريد أن تقوم بأي خطوة لا لناحية الضمانة في اخلاء النقاط الخمس، ولا لناحية التوقف عن الاستفزاز والاستهداف. نتنياهو لا يريد تنفيذ القرار 1701 انما يريد استكمال الحرب لفرض تطبيع معين في يوم ما. 

يقرأون الآن