دولي

عقب "هزيمة قاسية".. دفعت فرنسا 5 مليار فرنك ذهبي لألمانيا

عقب

مع توليه لمنصب المستشار، اتجه السياسي البروسي أوتو فون بسمارك (Otto von Bismarck) نحو اعتماد سياسة تسلح حاول من خلالها زيادة عدد القوات بالجيش البروسي وتجهيزه بمعدات عسكرية متطورة.

ومن خلال هذه السياسة، اتجه بسمارك نحو تحقيق الوحدة الألمانية عبر توحيد الدويلات الألمانية التي اعتمدت منذ فترة نظاما جمركيا موحدا.

ولتحقيق هذه الوحدة، كان بسمارك على يقين من حتمية اندلاع حروب بين بروسيا ودول الجوار. وبعد الحرب على النمسا، وجد بسمارك نفسه عام 1870 في مواجهة فرنسا التي قادها حينها الإمبراطور نابليون الثالث.

وعقب خلافات هائلة فيما يخص أزمة التاج الإسباني والسياسة الدبلوماسية العنيفة لبسمارك بأوروبا عقب تغلبه على النمسا وبرقية إمس (Ems) التي أذل من خلالها المستشار البروسي الفرنسيين، شهد شهر يوليو (تموز) 1870 اندلاع الحرب الفرنسية البروسية التي استمرت لأشهر وأسفرت عن مقتل وإصابة حوالي نصف مليون.

إلى ذلك، شهدت هذه الحرب انتصار بروسيا وحلفائها وهزيمة قاسية لفرنسا التي أسر إمبراطورها نابليون الثالث بمعركة سيدان ووقعت عاصمتها بقبضة البروسيين.

فضلا عن ذلك، تمكن البروسيون رسميا من إعلان توحيد ألمانيا بقاعة المرايا بقصر فرساي يوم 18 يناير (كانون الثاني) 1871.

وقد جاء إعلان توحيد ألمانيا داخل الأراضي الفرنسية ضمن احتفال رسمي ليشكل إهانة لفرنسا التي اضطرت في الآن ذاته للقبول ببنود معاهدة فرانكفورت التي فرضت عليها.

وحسب ما جاء بمعاهدة فرانكفورت الموقعة يوم 10 مايو (أيار) 1871، تخلت فرنسا عن مناطق الألزاس لورين لصالح ألمانيا لتفقد بذلك ما يعادل 1.6 مليون من سكانها.


من ناحية أخرى، قبلت فرنسا بدفع مبلغ مالي هائل كتعويض للألمان بلغت قيمته 5 مليار فرنك ذهبي.

وحسب ما نصت عليه الإتفاقية، توجب على فرنسا تسديد هذا المبلغ الضخم بفترة زمنية لا تتعدى 3 سنوات.

فضلا عن ذلك، حافظت ألمانيا على وجودها العسكري بعدد من المناطق بالشمال الفرنسي لضمان حصولها على هذا المبلغ بالوقت المناسب.

ولضمان تسديد هذا المبلغ، أعلنت فرنسا عن قرار قرض عام من السوق الداخلية.

ومع تزايد كرههم لألمانيا والروح الوطنية لديهم، شارك الفرنسيون بشكل كبير بهذا القرض الذي تم تسديده بأقل من 3 سنوات.


من ناحية أخرى، اعتمدت باريس على موقعها بأوروبا وثقة الدول الأوروبية ببنوكها لتقترض من الدول الأخرى لجمع المبلغ الذي تم تسديده بشكل كامل بحلول العام 1873.

يقرأون الآن