عربي

قوات فلسطينية تتدرب في مصر استعداداً لتأمين غزة.. ما القصة؟

قوات فلسطينية تتدرب في مصر استعداداً لتأمين غزة.. ما القصة؟

بعدما أفاد مسؤولون عرب أن مصر بدأت تدريب مئات الفلسطينيين ليكونوا جزءا من قوة كبيرة لتأمين قطاع غزة، لافتين إلى أن المرشحين المحتملين باشروا بالفعل تدريبات أمنية في الأكاديميات العسكرية المصرية، وفق ما نقلت "وول ستريت جورنال"، كشفت مصادر مصرية مطلعة مزيدا من التفاصيل.

وأوضحت المصادر أن عدد تلك المجموعة يقارب 5 آلاف عنصر أمني فلسطيني. وقالت إنهم سيحصلون على فترة تدريب تصل لـ6 أشهر على كافة أنواع التأمين سواء تأمين المناطق الاستراتيجية أو المقار الحيوية والخدمية والأمنية، فضلا عن مكافحة الإرهاب ومنع التهريب وحفظ الأمن ومواجهة الجريمة.

"اختيروا بدقة"

كما أضافت المصادر أن هؤلاء العناصر تم اختيارهم بدقة وعناية شديدة، ويتلقون تدريبات احترافية ومتقدمة ومتطورة بالمعسكرات المصرية، حيث يجري تأهيلهم وإعدادهم بدنياً وقتالياً ليكونوا نواة لقوة أمنية محترفة قادرة على حماية استقرار غزة وأمنها بعد الحرب.

ولفتت إلى أن هذه القوات ستكون بعيدة كل البعد عن أي وصاية خارجية أو تدخلات أجنبية أو سيطرة أي من الفصائل الفلسطينية بما يضمن عدم حدوث فراغ أمني أو فوضى في القطاع عقب انتهاء الحرب.

لجنة الإسناد المجتمعي

من جانبه، أوضح اللواء أركان حرب أسامة محمود، كبير المستشارين في كلية القادة والأركان، للعربية.نت/الحدث.نت أن قيام الأجهزة الأمنية المصرية بتدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية يأتي سعيا لتأهيل تلك العناصر وتطوير قدراتها بما يؤهلها لتنفيذ مهامها في هذه البيئة الجديدة والصعبة في آن واحد. وأشار إلى أن "ما تقوم به مصر هو امتداد لدورها الرئيسي المبذول تجاه الكارثة الإنسانية التي ضربت قطاع غزة نتيجة الحرب الدائرة هناك منذ ما يقرب من عامين، وذلك في إطار الاستعداد لليوم التالي للحرب".

إلى ذلك، أضاف أن تلك الخطوة تنفيذ لمقترح لجنة الإسناد المجتمعي التي تم التوافق عليها بالقاهرة منذ ما يقرب من عام، حيث اتفقت حركتا فتح وحماس في سبتمبر 2024 على خروج حماس من المشهد السياسي تماما بمجرد الدخول في اليوم التالي للحرب.

"لجنة تكنوقراط"

وأشار إلى أنه تم الاتفاق كذلك على أن تتولى إدارة القطاع لجنة تكنوقراط مكونة من شخصيات رفيعة المستوى ومشهود لها بالكفاءة الفنية تحت مسمى لجنة الإسناد المجتمعي، لكي تتولى زمام إدارة القطاع على أن تسند تبعيتها مباشرة للسلطة الفلسطينية. وأضاف أن هذه اللجنة التي ستكون بمثابة وزراء معنيين، ستقوم بتسيير مختلف المجالات الأمنية والاجتماعية والتجارية والصحية والتعليمية والوظيفية.

"خطة استراتيجية متكاملة"

في السياق ذاته، أكد اللواء مروان مصطفى، مدير مكتب الإعلام الأمني لمجلس وزراء الداخلية العرب الأسبق، أن مصر وضعت خطة استراتيجية متكاملة تشمل نواحي أمنية سياسية وإنسانية لمستقبل غزة بعد انتهاء الحرب. وأوضح للعربية.نت/الحدث.نت أن الخطة تقضي بتكوين لجنة من 15 شخصا من التكنوقراط من أبناء الشعب الفلسطيني لتولي إدارة شؤون القطاع لفترة انتقالية لمدة 6 أشهر بإشراف عربي ودولي.

كما أضاف أن هذه المجموعة ستتولى الترتيبات والدراسات اللازمة لإعادة الإعمار، وتوفير الاحتياجات والخدمات الأساسية والإنسانية والصحية لسكان القطاع، وبناء ما تم تدميره وهدمه من المؤسسات المدنية والإدارية، بما يضمن حدوث انتقال هادئ وسلس للسلطة بعد انتهاء الفترة الانتقالية.

تأتي تلك المعطيات فيما تواصل إسرائيل تنفيذ خطتها من أجل احتلال مدينة غزة، وبسط سيطرتها على كامل القطاع، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني المدمر، وتنامي الجوع وسوء التغذية بين السكان.

يقرأون الآن