كشفت صحيفة إكسبرس البريطانية أن وحدات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تستغل شبكات التواصل الاجتماعي لتجنيد مقيمين في المملكة المتحدة من أصول شرق أوسطية وأوروبية شرقية، بغرض تشكيل "خلايا نائمة" أو "عملاء منفردين".
ووفق التقرير الصادر أمس الجمعة، تتركز مهام هؤلاء على التجسس وترهيب المعارضين ومضايقتهم، ضمن هيكل شبكي يمنح طهران "إمكانية الإنكار" في حال انكشاف الأمر.
وبحسب جهاز الأمن الداخلي البريطاني (MI5)، فقد جرى إحباط 20 مؤامرة مدعومة من إيران منذ عام 2022، كانت تمثل تهديدًا قاتلًا محتملًا لمواطنين ومقيمين في بريطانيا. ووصف متحدث باسم شرطة مكافحة الإرهاب في لندن إيران بأنها "راعٍ للعنف في شوارع بريطانيا"، مؤكدًا أن الخطر "مستمر ودائم".
وتزامن التقرير مع دعوات من أعضاء في البرلمان البريطاني لتسريع إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية. فيما اعتبرت الحكومة البريطانية، في تقييم أمني حديث صدر أول من أمس، أن إيران تمثل "تهديدًا واسع النطاق ودائمًا"، لافتة إلى أنها خططت لما لا يقل عن 20 عملية اغتيال أو خطف لمعارضين على الأراضي البريطانية منذ اندلاع الاحتجاجات بعد وفاة مهسا أميني.
وبحسب خبراء أمنيين، تقوم استراتيجية طهران على "بناء شبكات ترهيب ومراقبة"، تستهدف بالأساس معارضين إيرانيين، وأحيانًا مواطنين إسرائيليين في بريطانيا. ورغم نجاح الأجهزة الأمنية في إحباط مخططات عدة، بينها خطة تفجير كبيرة، إلا أن لجنة الاستخبارات والأمن البرلمانية حذرت في تقريرها الأخير من "خطر متصاعد" يستدعي مراجعة شاملة لاستراتيجية لندن تجاه طهران.
وأكد المستشار الحكومي لشؤون قوانين مكافحة الإرهاب، جوناثان هال، في وقت سابق أن كل من يقدّم دعمًا للحرس الثوري "سيُعاقب بكامل قوة القانون"، مشيرًا إلى اعتماد صيغة قانونية خاصة تُعرف بـ"التصنيف الشبيه بالحظر"، تهدف إلى منع أي تعاون مع هذا الجهاز الإيراني حتى في حال عدم تصنيفه رسميًا كمنظمة إرهابية.