دولي

زوارق إيرانية في الكاريبي.. فنزويلا تتحدى الأسطول الأميركي

زوارق إيرانية في الكاريبي.. فنزويلا تتحدى الأسطول الأميركي

في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوتر في البحر الكاريبي، نشرت البحرية الفنزويلية عددًا من زوارق الهجوم السريع من طراز "بيكاب 3" الإيرانية الصنع، في رسالة مباشرة إلى القوة البحرية الأميركية الكبيرة المتمركزة جنوب الكاريبي. 

شوهدت هذه الزوارق التي زودتها بها إيران قبل سنوات راسية في قاعدة أوغستين أرماريو البحرية في بويرتو كابيلو، لتعلن أن كاراكاس مستعدة لرفع مستوى التحدي مع واشنطن، بحسب موقع "The Maritime Executive".

لم تصل الزوارق إلى فنزويلا صدفة؛ ففي أبريل/نيسان 2021، غادرت سفينة الدعم الإيرانية "مكران k441" ميناء بندر عباس برفقة الفرقاطة "سيرهند"، وقد ظهرت على سطحها 7 زوارق "بيكاب" وهي نسخ مطوّرة عن التصميم الكوري الشمالي، عادة ما تشغّلها بحرية الحرس الثوري الإيراني.

وبعد رحلة طويلة حول رأس الرجاء الصالح ورصد من البحرية الدنماركية، شاركت "مكران" في احتفالية البحرية الروسية بسانت بطرسبرغ، قبل أن تُنقل الزوارق لاحقاً إلى فنزويلا حيث ظهرت علناً في العرض البحري في يوليو/تموز 2023.

زوارق صغيرة… بصواريخ خطيرة

زوارق "بيكاب 3" ليست مجرد قوارب سريعة، بل منصات صواريخ متحركة؛ فهي مجهزة بصواريخ "نصر-1" النسخة الإيرانية من الصاروخ الصيني "C704" بمدى يصل إلى 90 كيلومتراً، مع نظام توجيه مزدوج يجمع بين باحث تلفزيوني ورادار موجة ملليمترية.

وتُعرف النسخة التصديرية باسم CM-90، وقد أثبتت فاعليتها في تجارب ميدانية؛ إذ استخدمها "حزب الله" في هجمات ضد أهداف إسرائيلية.

لكن قلّل خبراء عسكريون من قدرتها على إحداث اختراق كبير ضد البحرية الأمريكية، التي تمتلك أنظمة دفاع متطورة، مثل: Sea Sparrow وPhalanx CIWS على مدمرات Arleigh Burke، ومنها المدمرة USS Jason Dunham (DDG-109)، المتواجدة في المنطقة.

خيارات أميركية وردع مسبق

رغم أن صواريخ "نصر-1" قد لا تشكّل تهديداً استراتيجياً مباشراً، فإنها تُجبر السفن الأمريكية على اتخاذ أوضاع قتالية مشددة عند عبورها المنطقة؛ ما يضيف عبئاً عملياتياً. 

في المقابل، تمتلك البحرية الأميركية خيارات هجومية واسعة لتحييد أي تهديد قبل وصول هذه الزوارق إلى مدى الاشتباك.

ورغم التركيز على الزوارق الإيرانية، يرى محللون أن السلاح الأخطر لدى فنزويلا ليس في البحر بل في الجو، حيث تحتفط القوات الجوية الفنزويلية بمقاتلات Su-30MK2V Flanker الروسية، القادرة على إطلاق صواريخ  Kh-31A (AS-17 Krypton) المضادة للسفن، بمدى يصل إلى 100 كيلومتر. 

ورغم تراجع جاهزية هذه الطائرات التي تسلّمتها كاراكاس عام 2008، فإنها تبقى ورقة ضغط أكثر خطورة من زوارق "بايكاب" السريعة.

تحمل خطوة فنزويلا بنشر الزوارق الإيرانية أبعاداً تتجاوز القدرات العسكرية الفعلية؛ فهي إشارة رمزية إلى شراكة متنامية بين كاراكاس وطهران، ورسالة سياسية مباشرة لواشنطن بأن "الكاريبي لن يكون ملعباً أمريكياً خالصاً".

 لكن في ميزان القوى، تبقى الولايات المتحدة متفوقة بقدرات بحرية ساحقة تجعل التهديد الفنزويلي محدود التأثير، وإن كان قادراً على إرباك الحسابات الأميركية في المنطقة.

يقرأون الآن