رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، "إن طريقة معالجة الأزمة التي يعيشها لبنان في هذه المرحلة تحتاج إلى كثير من الدقة والتعقل والحكمة وعدم التسرع، وتحتاج إلى التزام صارم بالسيادة الوطنية والكرامة الوطنية أيضا”.
وقال في مقابلة أجرتها معه إذاعة “النور”:” لا يكفي أن نطلق عناوين، ولا أن نطرح شعارات. المهم أن نلتزم بمضامين ما يحقق مصلحة هذا البلد على مستوى حفظ سيادته وكرامة أبنائه. ويعالج المشاكل بمعزل عن الضغوط والإملاءات الإسرائيلية أو الأمريكية أو غيرها، التي يستقوي بها البعض من أجل أن يفرض موازين قوى جديدة داخلية لمصلحته، ليركب على رؤوس اللبنانيين مستفيدا من العدوانية الإسرائيلية والدعم الأمريكي لهذه العدوانية، ظنًا من هؤلاء بأن المقاومة قد أُجهض جناحها، وقد ضعفت ونال العدو منها، فلم تعد تقوى على الوقوف، ولم يعد يُحسب لها حساب”.
أضاف :”وهذا التصور في الحقيقة هو تصور مضلِّل، وتصور وهمي وغير حقيقي، ويراد أن يُعمَّم بالدعاية وبالإشاعة وبالتسلط على عقول الناس، من أجل أن يزرعوا فيهم الوهم ليقبلوا الاستسلام الذي يدعوهم إليه هؤلاء البعض”.
وتابع :”المقاومة عندما قبلت بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني 2024، إنما قبلته من موقع أن يدها هي العليا في ساحة الميدان، وأن الإسرائيلي الذي حضّر لمناورة توغل برية فشل في تحقيقها على مدى 66 يوما، هذا الفشل هو الذي دفعه ودفع أسياده الأميركيين لينصحوه بوجوب القبول بوقف إطلاق النار، حتى لا يبدأ يسجل الخسائر بعد الإنجازات التكتيكية التي كان قد حققها في جبهة غزة”.
وأكد ان "المقاومة لم تُهزم أمام الإسرائيلي في الميدان، وخرجت منتصرة، وهي التي وافقت بملء إرادتها على وقف إطلاق النار، والإعلان الذي تم بين ممثلي الدولة اللبنانية عبر الرئيس نبيه بري ومع المبعوث الأميركي آنذاكآموس هوكشتاين، وحصل اتفاق وقف إطلاق النار الذي يلزم إسرائيل بوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من الأراضي اللبنانية، وإعادة الأسرى، والبدء بورشة الإعمار، ثم يأتي بعدها إخلاء منطقة جنوب النهر من الوجود المسلح لحزب الله.”
وقال رعد: "إذا، هذا الاتفاق رغما عن الإسرائيلي تم إقراره، ويد المقاومة آنذاك كانت هي اليد العليا. نعم، الذي حصل فيما بعد، بعد عشرة أيام من هذا الاتفاق، هو التحول الذي حدث في سوريا، والذي قلب موازين المنطقة، ليس في لبنان فحسب، بل في كل المحيط. وهنا نهض القابعون في الزوايا من أجل أن يستثمروا على عدوانية العدو الصهيوني وعلى تَنَمُّره المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، لفرض معادلات داخلية تنقلب على الوفاق الوطني، وتنقلب على موازين التوازن الداخلي، تحقيقًا لبعض المنافع والمكاسب الفئوية الخاصة.هنا المشكلة في الحقيقة”.
وهل يعتبر أن "الانقلاب الذي حصل من قبل أطراف داخلية لا تعتبره انقلابا متناغما مع موازين القوى التي أنتجتها الحرب..؟ أجاب رعد :” هو استثمار على العدوانية الإسرائيلية للانقلاب على موازين القوى، هذا الذي حصل".
نحن نعرف موقف الزعيم وليد جنبلاط، وموقف الرئيس بري، الذي قضى بالإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، والسبب في ذلك، ألا يكون هناك فراغ يستثمر عليه من أجل أن يصل إلى رئاسة الجمهورية من هو جاهز ليركب فوق الدبابات الإسرائيلية.
سئل ما اذا كان الذي حصل في جلسة الحكومة الأخيرة نوع من الفرملة لهذا المسار؟ أجاب :” قبل الجلسة الأخيرة، أصلا اتخاذ الحكومة قرارًا في الخامس من آب بحصر السلاح، واعتبار أن كل سلاح خارج سلاح الدولة هو سلاح غير شرعي، هذا مناقض للميثاق، ومناقض للوفاق، ومناقض لاتفاق الطائف، ومناقض للتوازن الوطني، ومناقض للواقع السيادي، وانقلاب على كل هذه الأمور”.
أضاف :” أكثر من ذلك، قرار الخامس من آب هو عيب أخلاقي، وتخفُّف من المسؤولية الوطنية، عيب أخلاقي، بمعنى أن أربعين سنة من الردع الذي فرضته المقاومة على العدو الإسرائيلي ليس سهلاً أن نقبل بالتنكر له هكذا بشَحطَّة قلم.
أن الآلاف من الشهداء في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي يصبح سلاحهم غير شرعي بلحظة غيْبوبة، وبلحظة سقوط أمام الإملاءات الأجنبية التي يعترفون بوجودها، ويتذرعون بأنها ضاغطة عليهم، ولا يستطيعون الانفكاك منها. الذي لا يستطيع أن يتحمل المسؤولية لا يعرّض أكتافه لتحمل المسؤولية. الخطيئة بدأت من هنا”.
وسأل رعد :”كيف تتحقق السيادة الوطنية؟ بأن ننقل المشكلة من أن تكون بين المقاومة وجمهورها وبيئتها اللبنانية ضد العدو الصهيوني إلى أن تصبح مشكلة في الداخل بين اللبنانيين. نرمي كرة النار بيد الجيش الوطني الذي نلم له رواتب جنوده من هنا وهناك.
كيف الآن رئيس الحكومة يقول: لا إعمار، لا انماء، لا مشاريع، لا إصلاحات من دون نزع السلاح. هذا يصرح به. إذًا، هذا أوسع من أن يقوله لنا بشكل مباشر.
إذا كانت المسألة بهذا المقدار وأنت لا تستطيع أن تتحملها، إذًا قم بما يمليه عليك الواجب الوطني على الأقل. هل الواجب الوطني أن تدخل لبنان في نفق الفتنة الداخلية!؟ يوجد بعض عقل وحكمة موجود في هذا البلد”.
وتابع :"ما فهمناه نحن، إن قيادة الجيش تقول: حصر السلاح يحتاج إلى ثلاثة أمور:
أولا، وقف الأعمال العدائية. ثانيًا، وفاق وطني. ثالثًا، توفير إمكانات للجيش وقدرات من أجل أن يقوم بمهمته.
فقط أن نصدر قرارًا حكوميًا ونرمي الكرة في ملعب الجيش حتى يحصل ما لا يحمد عقباه، خصوصًا مع تمسك المقاومة بسلاح المواجهة للعدو الإسرائيلي، الذي لا يزال يحتل نقاطًا ويتوسع في الاحتلال فيها. كانوا خمس نقاط الآن أصبحوا سبعة، ويريد أن يُنشئ منطقة عازلة، ويغروننا الآن بمنطقة اقتصادية، والمطلوب هو وضع سيادة البلد في قبضة العدو الإسرائيلي، والتحكم بكل تفاصيلها”.
ورأى النائب رعد ردا على سؤال ان الذي حصل في الجلسة الأخيرة في الخامس من أيلول ، هو خطوة تراجعيّة نتيجة شعور الكثيرين ممن هم في السلطة وفي الحكومة بأنهم أصبحوا أمام طريق مسدود فيما اتخذوه من قرار في الخامس من آب، ولذلك هم وجدوا صيغة ما لا تخرجهم من القرار الذي اتخذوه، لكن تفسح في المجال أمام بعض الهامش من الوقت ليروا ماذا سيفعلون في المستقبل. الأمر ليس حلاً، وليس فتحًا لأفق تسوية، وإنما هو تريّث ليروا ماذا سيفعلون، وماذا ستكون ردود الفعل من القوى الضاغطة الإقليمية والدولية، ومن العدو الإسرائيلي، وهذا ما يترصده الجميع في هذه الفترة”.
وعن موقف "حزب الله " وكيف ستنتهي هذه الأزمة، قال رعد :”المقاومة تريد سيادة هذا البلد، والمقاومة تمارس حقها المشروع الوطني والقانوني والإنساني والدولي في الدفاع عن أرضها، وسلاحها هو شرعي أكثر من شرعية الحكومة. وعندما تصر على أن يبقى السلاح معها طالما هناك اعتداء إسرائيلي، وطالما هناك احتلال إسرائيلي، فليس هناك منطق سيادي ولا قانوني في العالم يمكن أن ينتزع منها هذا الحق”.
وأشار رعد ردا على سؤال، الى ان كل الخيارات مطروحة ، وقال : "إننا نقاتل عدوًا يمارس تسلطًا وعدوانية مفضوحة أمام أعين العالم، ونفتدي أرواحنا ووجودنا في مواجهة هذا العدو، أفضل من أن نستسلم لهذا العدو ونخضع لإرادته ونستذل أنفسنا نتيجة قرارات خاطئة يمارسها من هم في الحكم”.
وهل تم النكث بالتفاهمات، قال رعد :” عندما يكون كلام بين الرجال، فالالتزام للرجال، وما تفاهمنا عليه هو أن نحفظ سيادة البلد، وأن نكون معًا في حفظ سيادة البلد. أما أن يُقال لنا، بأن الضغوط أكبر منا، فثمة من كان في السلطة تعرض لضغوط أكثر مما تعرضت هذه السلطة لضغوط . الضغوط التي مورست على سعد الحريري أكبر من الضغوط التي مورست على هذه الحكومة. 12 سنة سعد الحريري تحمل الضغوط، لكن لم يقبل أن يسفك دم في الداخل، ودفع ما دفعه من ثمن أيضًا”.
أضاف :"علينا أن نلتفت إلى مخاطر الاستخفاف بالمصير الوطني، إلى مخاطر مد اليد طوعًا للمتسلط الطاغية المستكبر الذي يدعم الإسرائيلي، الذي يمارس أبشع صورة وحشية في عمر البشرية على مر التاريخ.
ما يفعله الإسرائيلي في غزة من بشاعة إبادة وقتل وتجويع للأطفال وتدمير للمستشفيات وقتل للإعلاميين، فاقت الهولوكوست بملايين المرات. وكل من يعطي للإسرائيلي حقًا في الدفاع عن نفسه ويبرر له هذه الإبادة بهذا الحق، فهو شريك للإسرائيلي في جرائمه”.
واعتبر ان "الإبادة كشفت وحشية الحضارة الغربية التي كنا نسوق لشعاراتها، سواءً على مستوى الديمقراطية أو على مستوى حفظ حقوق الإنسان او على مستوى الكرامات الإنسانية وعلى مستوى الجماليات في الحياة البشرية، لكن تبيّن أن كل هذه الأمور تصبح حكرًا لعنصرية مقيتة يمارسها الغرب ضد الشعوب الأخرى، ومنها شعوب منطقتنا”.
وردا على سؤال، قال رعد:” في كل مراحل التاريخ هناك الكثيرون ممن سقطوا، لكن الذي يصنع التاريخ هم القلة الذين يستشهدون من أجل نصرة حقهم ونصرة التزاماتهم”.
ولفت الى ان "ما مارسه حزب الله من ضبط نفس، ومن غض طرف عن كل التحريض وعن كل الممارسات وعن كل الاستفزازات، كان بفعل القوة التي يتحلى بها حزب الله. الضعف لا يضبط النفس، الضعيف يتوتر ويستفز. صاحب الموقف المرتجل والانتهازي هو الذي يسقط في الأفخاخ”. وقال :”نحن تصرفنا بكل تعقل، بكل حكمة، بكل حرص على السلم الأهلي، على التفاهم الداخلي، على الحوار الذي يحصل في جو هادئ من أجل وضع استراتيجية أمن وطني ودفاع وطني تحفظ سيادة لبنان، وتحدد دور سلاح المقاومة كما تحدد دور سلاح الجيش. وربما يستحدث سلاحًا آخر أيضًا، من أجل تحقيق استراتيجية الأمن الوطني التي يتفاهم عليها اللبنانيون”.
وتابع رعد :”لكن هذا يتم بمعزل عن الضغوط، بمعزل عن الاحتلال، بمعزل عن التهديد، هذا يتم في ظل تحقق سيادة وطنية، وضمن سلطة وطنية راعية لمثل هذا الحوار.
ما فعلناه هو نتاج قوة، ويعبر عن قوة، وليس عن ضعف.
نعم، كان المطلوب استدراجنا للإخلال بالأمن الداخلي، كان المطلوب استدراجنا للإسراع في ارتكاب ما لا يحمد عقباه في الداخل. هم المجرمون الذين كانوا يفعلون ذلك من أجل استدراج بيئتنا، وليس استدراج نفس حزبنا.
في النهاية، لكل أمر حد ولكل مسار نهاية، وعندما يصل الأمر إلى حد الخطر الوجودي الذي يطال أي إنسان أو أي جهة، ستتصرف بما يدفع الخطر الوجودي عنها”.
وشدد رعد ردا على سؤال ، على ان حزب الله "لا يخوض مباراة إظهار قوة في الداخل. لكن على الآخرين الذين يستعرضون قوتهم، مراهنين على الدعم الغربي الأمريكي والإسرائيلي أيضًا، هذا الدعم لن ينفعهم في الضغط على حزب الله من أجل أن ينتزعوا منه ما لا حق لهم به، وما هو تخلٍّ عن حقه الوطني المشروع في الدفاع عن أرضه ووطنه وسيادته وكرامة شعبه”.
وأكد أننا "منفتحون على النقاش حول السلاح، لكن دعونا نحقق السيادة ونناقش”. وقال :”تعالوا نوحد موقفنا من الاحتلال الإسرائيلي، ونقول له: يجب أن تنضبط بالاتفاق الذي تم بضمانة الأمريكيين والفرنسيين، ثم تنصلوا من هذه الضمانة. علينا أن نرغم هؤلاء على الالتزام بضماناتهم من أجل ضغط على الإسرائيليين لوقف العدوان والانسحاب من لبنان”.
أضاف :"موضوع السلاح، نحن حاضرون أن نناقش في أهميته وفي دوره وفي ثقله وفي مدى حاجة لبنان له، ضمن استراتيجية حقيقية سيادية وطنية تحفظ لبنان، وتستطيع من خلالها هذه الاستراتيجية، تستطيع الحكومة وأي حكومة لبنانية تُشكل أن تدافع عن لبنان إذا ما تعرض لأذى.
وعن الثوابت لدى "حزب الل" في موضوع السلاح، قال رعد:” الثوابت أن هذا السلاح حق مشروع طالما هناك احتلال. وطالما هناك عدم التزام إسرائيلي بوقف إطلاق النار، وطالما هناك أسرى لدى الإسرائيلي، كيف يمكن أن نبحث بموضوع هذا السلاح في الداخل. عندما يجلو الإسرائيلي عن أرضنا، وعندما يوقف الاعتداءات عن أرضنا، نتفاهم نحن اللبنانيون في ما بيننا”.
قيل له :الذي حصل كان ناتج حوار حصل بينكم وبين الطرف الآخر الذي هو الحكومة أو رئاسة الجمهورية؟ فأجاب :” الطرف الآخر في الحقيقة كان متسلطًا على وسائل الإعلام، منتهزًا فرصة الزهو بأن الإسرائيلي يعربد في لبنان كيفما يشاء بدعم من الأمريكيين الذين هم أصدقاؤه، ويراهنون على هذه الصداقة لوصولهم إلى السلطة، فهم يعتبرون أن هذه اللحظة هي اللحظة الوؤاتية والثمينة والتي لا يمكن أن يأتي مثلها في الزمن القادم، ولذلك علينا أن نبذل أقصى الجهود من أجل أن نستثمر هذه الفرصة حتى نصل إلى ما نريد في السلطة، على حساب السيادة الوطنية، على حساب التوازن الوطني، على حساب كرامات اللبنانيين.”
أضاف :"الذين يتنكرون الآن ما هو منطقهم؟ منطقهم الآن: إن هذا السلاح أصبح ذريعة مؤذية للبنان. يا أخي.. هذا السلاح هو شرف لبنان، هو الذي حرر لبنان، هو الذي منع الإسرائيلي من أن يستخف بلبنان، وردع الإسرائيلي عن الاعتداء على لبنان طيلة السنوات الماضية.
الآن حصل تطور ما، أخلّ بميزان القوى لمصلحة الإسرائيلي، موقتًا، لكن لا يجب أن يقود هذا الأمر التقني التكتيكي إلى التخفف من ثوب الحرية والكرامة والوطنية والسيادة. واللجوء إلى الاستسلام والخضوع لإرادة الإسرائيلي، بدل التفكير بإعادة النظر في ميزان القوى الذي نملك ساحات مفتوحة كثيرة وخيارات مؤاتية من أجل أن نستعيد ميزان القوى لمصلحة الحوار”.
وعن الذي حصل خلال اللقاء بينه وبين مستشار رئيس الجمهورية، قال رعد :” المجالس بالأمانات، لكن ما نقوله بصراحة، هم يعرفونه، وما نقوله في الإعلام يسمعونه، وما نقوله لهم نقوله في الإعلام. ليس عندنا ما نخفيه من صراحتنا في الدفاع عن حقنا وعن مصلحة البلد.
الجواب الذي نسمعه: ماذا نفعل بالضغوط؟ هذا هو الجواب الذي نسمعه. ينتقلون من تحمل ضغط إلى تحمل ضغط آخر”.
وردا على سؤال، قال :” نحن نعتقد أنه ليس بعيدا أن ييأس العدو من إمكانية أن يبقي لمصالحه مكانًا في هذا البلد من خلال افتعال خطوات ناقصة عبر الحكومة أو غيرها تهدد الاستقرار في هذا البلد.
وعن العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، اليوم، قال النائب رعد :” نحرص على أن تكون العلاقة طبيعية، لا تنقطع لأن الرئيس على الأقل يسمع ماذا نطرح، ويبدي رأيه أو مخاوفه أو العروض التي تأتي إليه، ونطمح أن تكون العلاقة تسودها الصراحة والموضوعية، لنصل في النهاية إلى خاتمة للبنان ولوضعه السيادي الذي يطمئن إليه اللبنانيون. يعني، بخلاف بعض المسؤولين، نرى التريث والهدوء وعدم التسرع، يعني هذه من محاسن السلطة، لكن عند البعض يوجد استخفاف ومكابرة.
وعن العلاقة مع رئيس الحكومة، قال رعد: الحكومة ارتكبت خطيئة مشينة بحق البلد وبحق المقاومة، وأعتقد أنه لا مجال لتصويب الأمور إلا بالعودة والتراجع عن تلك الخطيئة، تراجعا كاملا عن هذه الخطيئة.
وهل هناك قطيعة مع رئيس الحكومة؟ أجاب : الوزراء يتصلون برئيس الحكومة.
وما هو دور الرئيس بري بالتهدئة، بتدوير الزوايا، مع أنه قيل أن ما فاجأ الطرف الآخر هو موقف الرئيس بري الذي كان متطابقًا إلى حد بعيد مع موقف حزب الله، وصولًا إلى إعلانه أن السلاح شرفنا وعزنا؟ اجاب رعد :” يعني مثل ما هم راهنوا على سكوتنا واعتبروه ضعفًا، كذلك راهنوا على مرونة الرئيس بري واعتبروه "مصطفًّا إلى جانبهم"، لكن عندما آن وقت إظهار الحقيقة، اتخذ الرئيس بري الموقف المطلوب.
أعتقد أن الرئيس بري مارس أقصى درجات المرونة من أجل أن يجتذب الحكومة والقائمين عليها إلى هذا الحد من التراجع الشكلي التكتيكي الذي حصل في الخامس من أيلول. هو تراجع شكلي تكتيكي المفترض أنه سيوفر (مشكلة كبيرة) لكن العهدة على ما سنشهده من إجراءات، ومن تدابير. نحن "مش مطمئنين" من أن يخطئ أحدهم ويدعس دعسة ناقصة. لا نستخِف أيضًا بغضب عوائل الشهداء وعوائل الجرحى وبيئة الشهداء وأهل المقاومة، هؤلاء بشر. قد لا يستطيع أحد أن يضبط غضبهم إذا ما استفزهم”.
قيل له :من هم حلفاء حزب الله حاليًا؟ أجاب :” الشرفاء. إن شاء الله كثر. (حزب الله ليس وحيدا ) البلد فيه الخير. هذا البلد فيه خير كثير. لكن المهم أن نعرف كيف نتعاطى مع هذا الخير.
وهل شعرتم بانقلاب من أناس كانوا محسوبين أنهم حلفاء على حزب الله؟ أجاب رعد:” في السياسة، لسنا معنيين بأن نصنف البشر، ولا حلفاء ولا غير حلفاء. نحن معنيون بأن نقول بأن الشريف هو من يلتزم بمسار يعتبره مسار حق وعدالة وحرية وكرامة وسيادة، ولا يبدل ثيابه كلما تبدلت وسائل الضغط وعناصر الضغط عليه، هذا هو الشريف عندنا. إذا كان هناك أحد لديه مقياس آخر للشرفاء، فليقدمه.
وقال: "إيران بلد صديق للبنان ولم تقصّر في دعمه ولم نطلب منها شيئا طوال الفترة الماضية، كل ما فعلته كان بمبادرات وبتحسّس منها، عدونا الاستراتيجي واحد، غايتنا هي تحرير بلدنا من هذا العدو، وهم حاضرون لكل دعم لإنجاز هذا التحرير".
وعن إعادة الإعمار، قال رعد: "كما حصلت خطوه تكتيكية تراجعية في موضوع حصرية السلاح وتنفيذ الخطة التي أعدها الجيش، وقيل إن مجلس الوزراء أخذ علما بها، ستحصل خطوة تكتيكية أيضا بالنسبة لإعادة الإعمار".
وأكد أن "لا خطر على القرض الحسن، طالما هناك قانون في البلد، فالقرض الحسن أمانة الناس بين أيدي مجموعة مؤتمنين، وقد أثبتت التجربة أنهم مؤتمنون على أموال الناس وحفظوا هذه الأموال".
وفي موضوع الإنتخابات النيابية المقبلة، قال: "نعتمد على حبّ الناس لنا ولخطنا ولمواقفنا ولتضحياتنا، ومن كان هذا رصيده لا يخشى أحدا رغم كل المؤامرات والأضاليل والأموال التي تصرف لثني الناس عن التمسك بإرادتهم وبمن يريدون أن يمثلوهم".
أضاف: "إن ما يواجهه محبو الشهيد الاسمى السيد حسن نصرالله اليوم، وما يصبرون عليه، هو ثأر أعداء السيد حسن منه ومنهم، وعليهم أن يتحلوا بالقوة والصبر والتماسك والتلاحم والالتفاف حول قيادة المقاومة التي لن تتركهم وستبقى لتنفيذ كل الأهداف التي كان يسعى إليها سماحته".
وختم: "ما ادخرناه عبر دماء الشهداء سوف يطلق العنان لمسار الحرية في المنطقة وسوف ينهي مسار العدوانية والاستكبار والسيطرة الغربية على هذه المنطقة، إن شاء الله".