وصفت شبكة فوربس الأميركية، في تقرير نشرته الاثنين الانسحاب الأميركي من العراق بأنه يمثل “هدوءا يسبق العاصفة”، محذرة من تكرار سيناريو عام 2011 وما تبعه من اضطرابات أمنية نتيجة الانسحاب دون ترتيبات مسبقة.
وأشارت الشبكة، نقلاً عن محللين سياسيين في معهد واشنطن ومعاهد أمريكية أخرى، إلى أن الإدارة الأميركية تدرك أن الانسحاب الكلي من العراق قد يحوّله إلى “محرك لإيران” تستغل موارده في إعادة بناء اقتصادها وقدراتها العسكرية.
وأضاف التقرير أن خطة الانسحاب الأمريكي تعتمد على عدة عوامل، بينها مدى تعاون الحكومة العراقية، واحتمالية تعرض القوات الأمريكية لهجمات من الفصائل المسلحة في حال عاودت إسرائيل هجماتها على إيران. وبين أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى لتحقيق وعده الانتخابي بإنهاء “الحروب الأبدية”، إلا أن الانسحاب ما زال مرهوناً بهذه المعطيات.
ولفتت فوربس إلى أن انسحاب القوات الأميركية إلى إقليم كردستان جاء بعد تعهّد سياسيين عراقيين لواشنطن بعدم تمرير قانون الحشد الشعبي، الذي تعتبره الولايات المتحدة أداة لترسيخ النفوذ الإيراني في العراق. وأوضحت أن بعض الأحزاب الشيعية تنظر إلى هذا الانسحاب كـ”نصر معنوي” يمكن استثماره انتخابياً، كما حصل عام 2011.
وحذّر التقرير من أن المشهد الراهن أكثر خطورة مما كان عليه قبل 14 عاماً، في ظل وجود جماعات متطرفة في سوريا قد تستغل أي فراغ أمني لتهديد الوضع الداخلي في العراق.
كما أشار إلى أن القوات الأميركية التي انتقلت إلى كردستان بدأت بإنشاء قواعد جوية جديدة في الإقليم، وهو ما يوضح – بحسب فوربس – وجود نية للبقاء طويل الأمد، مع احتمالية استخدام تلك القواعد لاحقاً في استهداف مقرات الحشد الشعبي أو الفصائل المسلحة إذا اندلعت مواجهة بين إسرائيل وإيران.
وختمت الشبكة تقريرها بالقول إن “العاصفة” المحتملة بعد الانسحاب الأميركي لا تقتصر على مخاطر خارجية كالجماعات المتطرفة في سوريا، بل تشمل أيضاً تحركات الفصائل المسلحة داخل العراق، وهو ما قد يفتح الباب على مرحلة جديدة من الاضطرابات.