إقتصاد

العملات المشفرة بين تحفيز الفائدة الأميركية وتحدي التشريعات الغائبة

العملات المشفرة بين تحفيز الفائدة الأميركية وتحدي التشريعات الغائبة

قال المدير الشريك في شركة X-Pay محمد عبد المطلب، إن الأنظار تتجه هذا الأسبوع إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وسط ترقب لتأثير أي قرار بخفض أسعار الفائدة على أسواق العملات المشفرة وعلى رأسها بيتكوين.

وأوضح عبد المطلب، في مقابلة مع "العربية Business"، أن تخفيض الفائدة تاريخيًا يؤدي إلى ارتفاع أسعار العملات المشفرة، بدءاً من بيتكوين ثم العملات البديلة مثل إيثريوم وكاردانو وريبل.

وأشار إلى أن الظروف الحالية تتسم بـ"تضارب كبير في البيانات والمعلومات"، في ظل تحركات متباينة للعملات الورقية الصادرة عن البنوك المركزية مثل الدولار، الجنيه الإسترليني، اليورو والين، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار في الأسواق.

وأضاف: "تاريخيًا، كان من المفترض أن يؤدي خفض الفائدة على الدولار إلى رفع أسعار العملات المشفرة، لكن في ظل الوضع الاقتصادي العالمي الراهن، ليس واضحًا إلى أي مدى سيؤثر هذا الخفض".

ثلاثة عوامل رئيسية ستحدد مسار السوق

وأشار عبد المطلب إلى ثلاثة عوامل رئيسية من المتوقع أن تشكل مستقبل تداولات العملات المشفرة، أولها التشريعات الأميركية ومنها قوانين الوضوح وعدم تضارب المصالح التي يجري الإعداد لها في الولايات المتحدة، مؤكّدًا أن صدورها سيمنح السوق وضوحًا كبيرًا ويقلل المخاطر المرتبطة بحيازة العملات المشفرة.

العامل الثاني يرتبط بناء احتياطي استراتيجي من العملات المشفرة، وهو توجه قد تبدأ به الولايات المتحدة ثم تلحق بها دول أخرى، مما سيدفع السوق إلى مستويات أعلى.

أما العامل الأخير وهو سياسات أسعار الفائدة، خاصة في ظل حالة عدم اليقين المرتبطة بالأوضاع الجيوسياسية والسياسات النقدية المتعددة للبنوك المركزية حول العالم.

بيتكوين أصل "آمن" أم "عالي المخاطر"؟

وعن موقع بيتكوين بين الاستثمارات العالمية، أوضح عبد المطلب أن العملات المشفرة لا تزال استثمارًا عالي المخاطر، شبيهًا بالاستثمار في أسهم الشركات ذات المخاطر المرتفعة. وقال: "مع غياب التشريعات والرقابة تبقى المخاطر كبيرة، لكن بمجرد وجود أطر تنظيمية واضحة، سيتراجع مستوى الخطورة لتصبح الأصول المشفرة على مقاربة مع الأسهم العالمية".

وأضاف أن بيتكوين يُنظر إليه نظريًا على أنه "الذهب الرقمي"، وهي الفرضية التي يتبناها الكثير من المتعاملين، لكن إثبات صحتها يحتاج وقتًا أطول وتجارب سوقية أعمق.

وأكد: "اليوم نرى بيتكوين يتجاوز مستويات لم يكن أحد يتوقعها قبل عامين فقط. الحديث عن 100 ألف دولار وتجاوزها لم يعد غريبا، بل بات أمرا واقعا بالسوق"، مشددًا على أن الاستثمار في بيتكوين والعملات المشفرة ينبغي أن يكون طويل المدى لا قصير الأجل.

توقعات النصف الثاني من العام

وعن توقعاته لأداء بيتكوين في النصف الثاني من العام، قال عبد المطلب إن شهري أكتوبر ونوفمبر تاريخيًا يشهدان صعودًا قويًا للعملة الرقمية، ما يدفع باقي السوق إلى الارتفاع معها.

وأضاف: "الأسئلة الكبرى الآن هي: هل ستكون الارتدادة المقبلة على غرار التصحيحات التاريخية للبيتكوين بنسبة 30 أو 40 أو حتى 50%؟ أم أن نوعية المستثمرين تغيرت وبالتالي قد تكون التصحيحات أقل حدة؟"، مؤكدًا أن الإجابة ستظل رهينة بتطورات السوق خلال الفترة المقبلة.

يقرأون الآن