تنزح العديد من العائلات الفلسطينية من مدينة غزة نحو جنوب القطاع، سيراً أو باستخدام سيارات وعربات وجرارات زراعية، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي ضرباته في كبرى مدن القطاع المدمّر بعد نحو عامين من الحرب.
وأظهرت لقطات أرتالاً من النازحين على الطريق الساحلي قرب النصيرات وسط القطاع، تنقلهم شاحنات صغيرة أو حافلات تكدست عليها أمتعة وأغراض.
وإلى جانب المركبات، سار مئات من الفلسطينيين من مختلف الأعمار وقد غلبت عليهم علامات التعب والإرهاق الشديدين. وبدا رجال ونساء يحملون صغارهم أو يمسكون بأيديهم، وآخرون مصابون أحدهم جلس على كرسي متحرك وطفله في حضنه، بينما استخدم رجل بترت ساقه اليسرى عكازين للتحرك.
وقال النازح خليل مطر: "نريد أن ننزح أيضاً إلى خان يونس (في جنوب القطاع). لا نعرف ماذا سنفعل، حياتنا كلها نزوح وتشريد، ومعنا مرضى، ولا نعرف إلى أين نذهب، وأين هو المكان الآمن".
ودمر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، برجا سكنيا جديدا في الجهة الغربية من مدينة غزة بعد قصف جوي مباشر، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن مقتل 68 شخصا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، إلى جانب ارتفاع عدد ضحايا الجوع.
تفصيلا، دمر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، برج الكوثر، وهو مبنى سكني يقع في الجهة الغربية من مدينة غزة بعد قصف جوي مباشر، وفق ما أفاد به شهود عيان ومصادر محلية.
وقال سكان من المنطقة إن الطائرات الحربية استهدفت المبنى بعد تحذيرات عاجلة أرسلت للسكان لإخلاء المنطقة، مما أدى إلى انهياره بالكامل وتصاعد أعمدة من الدخان الكثيف في المكان.
وحسب الشهود، كان البرج يضم عشرات الشقق السكنية فيما كانت عائلات عديدة تقيم داخله أو في الملاجئ القريبة.
وأكد سكان محليون أن عملية الإخلاء تمت في غضون دقائق وسط حالة من الفوضى والذعر.
وتحذر وكالات إغاثة من أن سيطرة إسرائيل على مدينة غزة ستكون لها تداعيات كارثية على السكان الذين يعانون بالفعل من سوء تغذية على نطاق واسع.
وقالت وزارة الصحة في القطاع، اليوم الأحد، إن فلسطينيين توفيا بسبب سوء التغذية والجوع في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن ذلك إلى 422 شخصاً على الأقل، من بينهم 145 طفلاً.
وسمحت إسرائيل، التي منعت دخول جميع المواد الغذائية إلى غزة لمدة 11 أسبوعاً في وقت سابق من هذا العام، بدخول مساعدات إلى القطاع منذ أواخر يوليو، إلا أن الأمم المتحدة تقول إن هناك حاجة إلى المزيد من الإمدادات.
وتقول إسرائيل إنها تريد من المدنيين مغادرة مدينة غزة قبل إرسال المزيد من القوات البرية إلى هناك. وتشير التقديرات إلى رحيل عشرات الآلاف لكن مئات الألوف لا يزالون في المنطقة. ودعت حماس الناس إلى عدم المغادرة.
وتنفذ قوات الجيش الإسرائيلي عمليات داخل أربع ضواحٍ شرقية على الأقل منذ أسابيع، وسوّت معظم المناطق ثلاث منها على الأقل بالأرض. وتضيق الخناق على وسط القطاع والمناطق الغربية منه حيث يحتمي معظم النازحين.
ويتردد الكثيرون في المغادرة، قائلين إنه لا توجد مساحة كافية أو مأمن في الجنوب حيث أعلنت إسرائيل منطقة إنسانية وطلبت منهم التوجه إليها.
ويقول البعض إنهم لا يستطيعون المغادرة بينما يأمل آخرون في أن يضغط القادة العرب المجتمعون غداً الاثنين في قطر على إسرائيل لإلغاء هجومها المخطط له.