رياضة آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

كيف نسف ديمبلي خصومه على الكرة الذهبية في نصف موسم؟

كيف نسف ديمبلي خصومه على الكرة الذهبية في نصف موسم؟

منذ أن ابتكرت مجلة "فرانس فوتبول" جائزة الكرة الذهبية قبل عقود، لم تفقد هذه الجائزة بريقها أو مكانتها كأهم وسام فردي في عالم كرة القدم.

هي أكثر من مجرد كرة ذهبية لامعة، بل رمز للاعتراف العالمي بلاعب صنع الفارق على مدار موسم كامل. وفي عام 2025، يبدو أن القدر يبتسم لوجه غير معتاد في سباق هذه الجائزة: الفرنسي عثمان ديمبلي نجم باريس سان جيرمان، الذي فجّر أرقامه وقدراته ليصبح حديث أوروبا والعالم.

باريس سان جيرمان لم يكتفِ هذا الموسم بلقب الدوري الفرنسي وكأس فرنسا، بل حقق الإنجاز الأهم في تاريخه بحصد دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى، بانتصار تاريخي على إنتر ميلان بخماسية نظيفة في النهائي. وسط هذه الإنجازات، كان ديمبلي أحد الأضلاع الأبرز في ثلاثية النادي الباريسي.

ساهم النجم الفرنسي بـ 33 هدفًا و13 تمريرة حاسمة في جميع البطولات، ليصبح ثالث أفضل هدّاف في أوروبا خلف كيليان مبابي وروبرت ليفاندوفسكي.

اللافت أن هذه الأرقام جاءت بعد بداية باهتة نوعًا ما، حيث لم يسجل سوى خمسة أهداف حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول 2024. لكن مع حلول العام الجديد، تبدّل المشهد بالكامل.

بين كانون الثاني/ يناير ونهائي دوري الأبطال، انفجر ديمبيلي أداءً وتهديفًا. أحرز 25 هدفًا وصنع 8 خلال 29 مباراة، ليقود فريقه في أصعب المراحل.

سجّل في أول ست مباريات من العام الجديد، بينها "هاتريك" ضد شتوتجارت في دوري الأبطال وآخر أمام بريست في الدوري الفرنسي خلال أسبوع واحد، في سلسلة وصفتها الصحافة الأوروبية بأنها "ألعاب فيديو واقعية".

حتى عندما تراجع معدله التهديفي في المراحل الأخيرة (هدف وحيد في آخر 10 مباريات)، أثبت قيمته بصناعة ستة أهداف حاسمة، بينها تمريرتان في نهائي دوري الأبطال، ليصبح أول لاعب منذ مارسيلو مع ريال مدريد العام 2018 يصنع هدفين في نهائي البطولة.

أرقام قياسية غير مسبوقة

أداء ديمبلي لم يكن مجرد طفرة، بل قفزة تاريخية في مسيرته. فقد تضاعفت إسهاماته التهديفية مقارنة بأفضل مواسمه السابقة.

وقدم ديمبلي 46 مساهمة تهديفية في موسم واحد (ضعف ما حققه مع برشلونة باللموسم 2018-2019)، كما سجل 33 هدفًا، وهو رقم يزيد بـ19 هدفًا عن أفضل مواسمه السابقة.

وتصدر ديمبلي الدوري الفرنسي من حيث الأهداف غير المحتسبة من ركلات الجزاء (20)، وكان الأكثر صناعة للفرص في دوري الأبطال (38 فرصة)، متساويًا مع رافينيا، وحقق أعلى رقم في تاريخ لاعب فرنسي بالبطولة (14 مساهمة مباشرة بالأهداف).

ومن اللافت أن ديمبلي قضى أكثر من نصف دقائق لعبه (56%) في مركز المهاجم الصريح، رغم أنه جناح أصلاً. ومع ذلك، تفوق على معظم المهاجمين الكبار في القارة.

فهو صاحب المركز الأول بين مهاجمي الدوريات الخمس الكبرى في الأهداف غير المحتسبة من ركلات الجزاء (1.07 هدف لكل 90 دقيقة)، والمركز الأول في عدد التسديدات (5.3 لكل 90 دقيقة)، ويأتي ضمن النسبة في المراوغات والتقدم بالكرة.

كما كان الأكثر تأثيرًا في بناء الهجمات؛ بمعدل 9.6 مشاركة هجومية في كل 90 دقيقة بالدوري الفرنسي، وهو الأعلى بين لاعبي أوروبا. وفي دوري الأبطال، قاد القائمة بمعدل 10.4 مشاركة هجومية، متفوقًا على كل منافسيه.

الطريق إلى الكرة الذهبية 2025 ليس مفروشًا بالورود. محمد صلاح قدّم موسمًا أسطوريًا بـ57 مساهمة تهديفية، ورافينيا كان على بعد خطوة منه (56)، بينما خطف لامين يامال الأضواء بموهبته المبكرة (39 مساهمة).

أما مبابي، هداف أوروبا بـ43 هدفًا، فهو المنافس الأقوى بحكم الأرقام والشهرة، لكن حتى مبابي نفسه قالها بصراحة: "لو كان القرار بيدي، لأوصلت الجائزة إلى منزل ديمبيلي".

الأهم في قصة ديمبلي ليس الأرقام وحدها، بل الحكاية خلفها. لاعب عاش مواسم مضطربة مع الإصابات والشكوك، عاد في سن الثامنة والعشرين ليقدّم أفضل نسخة من نفسه، ويكتب فصلاً جديدًا في مسيرته مع كرة القدم.

يقرأون الآن