بقيمة بلغت 116 مليون جنيه إسترليني (156 مليون دولار)، انتقل الألماني فلوريان فيرتز إلى ليفربول هذا الصيف، وسط توقعات كبيرة بأن يصبح ركيزة أساسية في مشروع المدرب أرني سلوت.
لكن البداية لم تكن مثالية، إذ تحول اللاعب «22 عاماً» إلى محور للانتقادات بعد مشاركته في خسارتين متتاليتين أمام كريستال بالاس وجالطة سراي.
النجوم أصحاب الصفقات القياسية غالباً ما يُطالَبون بتأثير فوري، لكن فيرتز ما زال يبحث عن بصمته الأولى، إذ لم يسجل أو يصنع أي هدف في أول 8 مباريات رسمية، ليصبح مادة للسخرية عبر ما يُعرف بمزحة «007» (صفر أهداف وصفر تمريرات حاسمة في 7 مباريات).
ورغم ذلك، الأرقام تكشف جانباً آخر، فيرتز صنع 21 فرصة محققة منذ بداية الموسم، وهو رقم لا يضاهيه سوى جاك جريليش (إيفرتون معار من مانشستر سيتي)، لكن نوعية الفرص ليست عالية الجودة بما يكفي، إذ تعكس أرقامه 1.4 فقط في مؤشر التمريرات المتوقعة للأهداف.
وضد كريستال بالاس لعب فيرتز على الجهة اليسرى في خطة هجومية جديدة لم تنجح، قبل أن يعود لمركزه المفضل كصانع ألعاب أمام جالطة سراي، لكنه ظهر باهتاً مع بقية زملائه، اللاعب أظهر لمحات من الجودة، مثل تمريراته التي صنعت فرصتين خطيرتين أمام الفريق التركي، لكن تأثيره ظل محدوداً.
مشكلة أخرى ظهرت بوضوح، وهي صعوبة التكيف مع الصلابة البدنية في الدوري الإنجليزي، وكثيراً ما يُزاح عن الكرة بسهولة أو يتأخر في التسديد، ليفقد فرصاً مهمة. وهو ما يبرز الفارق بينه وبين دومينيك سوبوسلاي الذي سبقه في هذا المركز، ويتمتع بقدرة أكبر على فرض نفسه بدنياً.
وفي باير ليفركوزن، كان الفريق بأكمله مبنياً على إبراز إمكانيات فيرتز، من تمريرات جرانيت تشاكا إلى انطلاقات جريمالدو وفرامبونج، وفي ليفربول، ورغم وفرة النجوم، لم يتأقلم الفريق بعد على طريقة لعبه، مما يجعله أقل حرية وتأثيراً، حتى مع المنتخب الألماني، تكرر المشهد: لاعب نشط ومتحرك، لكن أقل حرية وتأثيراً مما كان عليه تحت قيادة تشابي ألونسو في «البوندسليجا».
المدرب آرني سلوت دعا إلى التحلي بالصبر، وقال: «هو بحاجة إلى وقت للتأقلم. لا ننسى أنه شاب في الثانية والعشرين يعيش لأول مرة خارج بلده، كل شيء جديد بالنسبة له، النادي والدوري، وحتى أسلوب اللعب»، وأشار المدرب إلى أن ليفركوزن كان يعتمد خطة 3-4-3، بينما يلعب ليفربول بخطة 4-3-3 تطلب من فيرتز مجهوداً دفاعياً أكبر.
وتوضح المؤشرات أن فيرتز أكثر فاعلية عندما تتوفر له المساحات، كما حدث ضد أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال حين قدم أفضل عروضه، لكن استمرار التغييرات في التشكيل والمراكز يعقد مهمته في فرض نفسه سريعاً.
ورغم البداية المتعثرة، يظل فيرتز موهبة استثنائية قادرة على التألق مع مرور الوقت، خصوصاً إذا انسجمت خطوط ليفربول معه كما كان الحال في ليفركوزن، والسؤال الأبرز: هل تمنحه جماهير «الريدز» الوقت الكافي قبل أن ينفد صبرها؟