دولي

بهذا العام.. حاول الأيرلنديون قتل رئيسة وزراء بريطانيا

بهذا العام.. حاول الأيرلنديون قتل رئيسة وزراء بريطانيا

مع نهاية الحرب العالمية الأولى، وافقت بريطانيا خلال العام 1921 على تعديل سمح بمنح القسم الجنوبي من أيرلندا الاستقلال.

وبفضل ذلك، ظهرت على الخارطة جمهورية أيرلندا.

وفي المقابل، ظل القسم الشمالي من أيرلندا جزءا من بريطانيا التي شددت قبضتها الأمنية عليه.

وبهذه الإجراءات التي حصل من خلالها القسم الجنوبي على استقلاله، آمنت بريطانيا بإمكانية نهاية دوامة العنف التي هزت البلاد منذ سنوات.

وفي الأثناء، لم يحل استقلال الجنوب الأزمة الأيرلندية حيث سرعان ما شهد القسم الشمالي أعمال عنف بسبب مطالبة الشماليين بالانضمام لجمهورية أيرلندا.

وخلال العام 1984، شهدت بريطانيا واحدة من أسوأ الهجمات المرتبطة بالأزمة الأيرلندية حيث استهدفت حينها رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر (Margaret Thatcher).

ومنذ نشأة جمهورية أيرلندا، واجه الأيرلنديون الشماليون أزمات عديدة مع السلطات البريطانية.

فبتلك الفترة، انقسمت أيرلندا الشمالية بين مؤيدين للحكم البريطاني، من البروتستانت، وقوميين، كاثوليك، مطالبين بالانضمام لجمهورية أيرلندا.

إلى ذلك، واجه الأيرلنديون الشماليون تمييزا مورس ضدهم حيث لم يحظوا بتمثيل كبير بالبرلمان كما تم إقصاؤهم من العديد من الوظائف، تزامنا مع معاناتهم من ظروف اجتماعية رديئة مقارنة ببقية سكان بريطانيا.

أيضا، مارست الشرطة البريطانية سياسة قمعية ضد الأيرلنديين الشماليين.

وقد تجسد ذلك بوضوح سنة 1968 عندما تظاهر الأيرلنديون الشماليون بشكل سلمي ضمن حركة الحقوق المدنية، متأثرين بحركة الحقوق المدنية المطالبة بحقوق السود بأميركا، حيث تدخلت الشرطة البريطانية بشكل عنيف ضد المتظاهرين متسببة بذلك في تزايد الاحتقان وظهور أعمال عنف بين الكاثوليك والبروتستانت.

وفي خضم هذه الأحداث، شهد العام 1969 ظهور الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت الذي مثل منظمة شبه عسكرية أخذت على عاتقها حمل السلاح وشن عمليات ضد بريطانيا بهدف إجبارها على القبول بضم أيرلندا الشمالية لجمهورية أيرلندا.

وطيلة السنوات التالية، تورطت هذه المنظمة بالعديد من أعمال العنف والتفجيرات وصنفت كمنظمة إرهابية من قبل السلطات البريطانية.

إلى ذلك، جاءت أهم عملية شنتها هذه المنظمة عام 1984 ضد رئيسة الوزراء البريطانية حينها مارغريت تاتشر بفندق غراند هوتيل (Grand Hotel) ببرايتون (Brighton).

وخلال الأسابيع التي سبقت زيارة تاتشر لهذا الفندق، زار رجل يدعى باتريك ماجي (Patrick Magee) المكان مرات عديدة ووضع قنبلة مؤقتة بجدار داخل حمام إحدى الغرف.

ويوم 12 أكتوبر (تشرين الأول) 1984، تواجدت تاتشر بهذا الفندق لحضور اجتماع لعدد من مسؤولي حزب المحافظين.

في حدود الساعة الثانية وأربع وخمسين دقيقة ليلا، انفجرت القنبلة الموجودة بالنزل مخلفة أضرارا جسيمة بقسم هام منه. وبينما نجت مارغريت تاتشر من الحادثة، على الرغم من تواجدها بالنزل لحظة وقوع الانفجار، أسفرت محاولة الاغتيال حينها عن مقتل 5 أشخاص، كان من ضمنهم النائب أنتوني بيري (Anthony Berry)، وإصابة ما يزيد عن 30 آخرين.

عقب التفجير، حافظت تاتشر على هدوئها واتجهت باليوم التالي لمواصلة أعمال مؤتمرها. وفي الأثناء، ألقي القبض على باتريك ماجي الذي نال حكما بالسجن المؤبد.

يقرأون الآن