تزايد الإحباط من تطبيقات المواعدة يدفع عدداً متنامياً من النساء إلى البحث عن رفقة عاطفية مع روبوتات دردشة تعمل بالذكاء الاصطناعي، في ظاهرة تُعرف باسم (wiresexual).
وفقاً لمسح أجرته منصة Cybernews عام 2025، تحدث نحو 31٪ من الرجال الشباب و23٪ من النساء الشابات مع شركاء افتراضيين. وعلى موقع "ريديت"، يضم مجتمع /MyBoyfriendIsAI أكثر من 20 ألف عضوة يشاركن صوراً وقصصاً عن علاقاتهن مع رفقاء ذكاء اصطناعي، تتراوح بين الدعم العاطفي والطهي الافتراضي وصولًا إلى أدوار تمثيلية حميمية.
تقول الدكتورة كيت ديفلين، أستاذة الذكاء الاصطناعي والمجتمع في كلية كينغز لندن، لموقع Cybernews، إن تزايد عدد النساء اللواتي يخترن علاقات مع شركاء ذكاء اصطناعي ليس مفاجئاً، في ظل الإهانات والعنف اللفظي الذي تواجهه النساء في المواعدة عبر الإنترنت، بينما يقدم الشريك الاصطناعي تعاملًا ودوداً ومحترماً.
وتوضح الأخصائية النفسية أنات جوزيف (Anat Joseph)، في حديثها لـ Cybernews، أن كثيرًا من النساء يشعرن بالإرهاق من العلاقات غير المتوازنة أو الخوف من الرفض والخيانة، فيجدن في الذكاء الاصطناعي بديلاً آمناً يمكن التنبؤ بسلوكه.
لكن الخبراء يحذرون من مخاطر الخصوصية والاعتماد النفسي. فالمحامية ستار كاشمان تؤكد أن روبوتات الدردشة تجمع بيانات المستخدمين دون حماية قانونية كافية، مشيرة إلى اختراق موقع Muah.AI عام 2024 الذي كشف 1.9 مليون عنوان بريد إلكتروني.
ويرى مختصون أن هذه العلاقات قد تؤدي إلى عزلة عاطفية، إذ يعتاد بعض المستخدمين على "الشريك المثالي" الخالي من التحديات، ما يصعّب التواصل الإنساني الواقعي رغم أن الرفقة الافتراضية تخفف الشعور بالوحدة.