أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا تحافظ على علاقات صديقة مع القيادة السورية الجديدة “غير انتهازية”، وبناءً عليه تم استئناف الاتصالات الفورية مع دمشق، فيما تواصل الرئيس فلاديمير بوتين اتصالاته مع رئيس السلطة السورية أحمد الشرع.
وفي مقابلة مع قناة RT، أوضح لافروف أن ما يُعرف بـ “الربيع العربي” شكّل منعطفًا استدعت فيه الأوضاع تدخل موسكو من أجل دعم الاستقرار في سوريا. وقال إن روسيا كانت تدعو منذ ذلك الوقت إلى قرار دولي تشارك فيه الولايات المتحدة ودول أقليمية، وإن تنفيذ هذا القرار كان من شأنه تفادي الانهيار الذي وصلت إليه سوريا لاحقًا.
وأضاف لافروف أن التواصل مع الحكومة السورية الجديدة مستمر، مع حرص على إعادة صياغة مهام التواجد الروسي في الأراضي السورية. وأشارت تصريحاتُه إلى أن هناك مهاماً من الممكن أن تكون مفيدة لسوريا والدول المجاورة، بما في ذلك إنشاء مركز للمساعدات الإنسانية في مرفأ ومطار سوريا لتسهيل نقل الشحنات الإنسانية من روسيا ودول الخليج إلى الدول الإفريقية.
وليس هذا فحسب، بل شدد لافروف على أن روسيا لا تنوي البقاء في سوريا إذا رفضت القيادة السورية ذلك، مؤكّدًا أن القيادة الروسية تسعى إلى أن تكون أي قواعد عسكرية روسية واضحة المهام ومفيدة للجانب السوري وللدول المحيطة. كما أعرب عن تفهّم المخاوف الأمنية الإسرائيلية، لكنه شدّد على ضرورة مراعاة مصالح الأطراف كافة، بما فيها الجماعات الكردية والعشائر العلوية والمسيحيين، ودعا لوحدة سوريا وأن تكون الدولة مسؤولة عن تنفيذ السيادة على كامل أراضيها.
وأشار كذلك إلى أن سوريا طالبت بوقف التدخل الأجنبي، معتبرة أن وجود قوات أجنبية في بعض المناطق يتم دون دعوة رسمية من دمشق، وأكّد أن هذه القضية من الأولويات في العلاقات الروسية‑السورية.
من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن حضور الرئيس أحمد الشرع في القمة الروسية‑العربية المقبلة سيكون ذات أهمية خاصة، ويُنتظر أن يساهم في ترسيخ العلاقات الجديدة بين سوريا وروسيا في هذه الحقبة.