رياضة

لامبارد يُرمم مسيرته ويكتب فصلاً جديداً في التدريب

لامبارد يُرمم مسيرته ويكتب فصلاً جديداً في التدريب

في لحظة، قد يصبح اللاعب أو المدرب محور الحديث في الملاعب والإعلام، وفي لحظة أخرى قد يجد نفسه يعمل بصمت لاستعادة المجد الضائع. وهذه المسيرة، بما تحمله من تقلبات، تلخص تماماً قصة فرانك لامبارد، النجم السابق الذي استهل رحلته التدريبية تحت أضواء "ستامفورد بريدج"، لينتهي به الأمر في الدرجة الثانية من الدوري الإنكليزي.

قبل خمس سنوات، كان لامبارد مدرباً لتشيلسي وثم إيفرتون، حيث وقف أمام مقاعد التدريب بشخصية القائد، لكن بعد سلسلة من العقبات التي واجهته، أقيل من كلا الفريقين، ليجد نفسه بعيداً من التدريب لمدة تجاوزت عاماً ونصف العام.

كثيرون ظنوا أنّ لامبارد سيبقى مجرّد اسم بارز كلاعب متألق فقط من دون ترك بصمة حقيقية في المجال الفني، إلا أنّ كرة القدم كعادتها مليئة بالمفاجآت.

خلال فترة غيابه، كان لامبارد حريصاً على تعلم المزيد من خلال لقاءات جمعته بأسماء تدريبية مرموقة مثل بيب غوارديولا وتوماس فرانك، كما قام بالتعاون مع مدربين آخرين مثل روي هودسون وغاريث ساوثغيت ليستلهم منهم أفكاراً جديدة ويعيد بناء فلسفته التدريبية بمنطق مختلف.

وبحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، عاد لامبارد إلى التدريب من بوابة كوفنتري سيتي في دوري الدرجة الثانية الإنكليزي.

ومع أنّ الفريق كان يعاني حينها، حيث وجد نفسه في المركز السابع عشر ويصارع لتجنب الهبوط، إلا أنّ لامبارد استطاع أن يبث روحاً إيجابية ويقود تغييراً كبيراً في الفريق. وبفضل جهوده وإصراره، بدأ الأمل يعود إلى جماهير كوفنتري في تحقيق حلم الصعود إلى الـ"بريميرليغ" الذي غاب عنهم لأكثر من 24 عاماً.

وفي هذا الموسم تحديداً، وبعد تسع مباريات خاضها الفريق، يتصدر كوفنتري جدول الترتيب من دون أن يتعرّض لأي هزيمة، حيث حقق خمسة انتصارات وأربعة تعادلات. إلى ذلك، يتميز الفريق بقوة هجومية أثمرت عن تسجيل 27 هدفاً ليكون الأفضل بين فرق الدوري حتى الآن، وخلال أسبوع واحد فقط، تمكن كوفنتري من الفوز في ثلاث مباريات متتالية بشكل يعكس انسجام اللاعبين وثقتهم المتزايدة.

يعيش فرانك لامبارد اليوم مرحلة مختلفة تماماً في مسيرته، حيث تحوّل إلى نموذج للمدرب الذي نضج نتيجة التجارب المتعددة، فلم يعد الاسم المُرتبط بالإخفاقات المتكرّرة، بل بات رمزاً للشخص الذي يتعامل مع المهنة بعقلية المتعلم والدافع للتطوير المستمر.

يقرأون الآن