كشف خبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، عن خطة إيرانية لإعادة تسليح حركة حماس عن طريق السودان، بعد الخسائر الفادحة التي تلقتها الحركة في الحرب على مدار العامين الماضيين.
وبعد أن تلقت حركة حماس في غزة وحلفاء آخرون مسلحون من إيران ضربات عقابية خلال الحرب الإقليمية التي اندلعت في7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قد يوفّر السودان ملاذًا لاستعادة قوتهم.
وقال داني سيترونوفيتش، رئيس برنامج المحور الإيراني والشيعي في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن السودان قد يمثل بوابة مناسبة لإعادة تسليح جماعات، مثل: حماس، مع إضعاف ما يسمى بـ "محور المقاومة" التابع لطهران بسبب الخسائر العسكرية والسياسية.
وأعادت الحرب الأهلية المستمرة في السودان تشكيل المشهد السياسي في البلاد، وأطلقت العنان للفوضى القاتلة، التي ازدهرت فيها بعض الجماعات الإسلامية المتحالفة مع قوات حكومة بورتسودان.
وشدّد سيترونوفيتش في تصريح لقناة "إيران إنترناشيونال" على ضرورة الانتباه إلى التمركز الإيراني في السودان، مشيرًا إلى أن الإيرانيين يعملون جاهدين لبناء قاعدة هناك، مع تعاظم التقارير الأخيرة التي تؤكد أنهم يبيعون طائرات بدون طيار لقوات بورتوسدان.
كما شكّل السودان "معبرًا حيويًّا لإيران لتهريب الأسلحة إلى حماس"، بحسب سيترونوفيتش الذي أضاف أن "نشاط إيران في أفريقيا، وخاصة في المنطقة الشرقية، مهم. والسودان عامل أساسي إذا أرادوا إعادة تسليح حماس".
وفي العام الماضي، أفادت تقارير بأن إسرائيل فكرت في نفي زعيم حماس الذي اغتيل يحيى السنوار من غزة إلى السودان، قبل أن يتم قتله في نهاية المطاف في هجوم بطائرة دون طيار.
وفي وقت سابق من هذا العام، أفادت وسائل إعلام سودانية وإسرائيلية بوجود مناقشات حول نقل قيادة حماس إلى السودان، وهو الاحتمال الذي قد يكتسب زخمًا في ظل انحسار الخيارات الجغرافية لاستقبال قيادات الحركة بعد الحرب.
معركة البحر الأحمر
ويظل البحر الأحمر محورًا حيويًّا لطهران وميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن، حيث تبادلتا الضربات لمدة عامين تقريبًا مع إسرائيل، بحسب بهنام بن طالبلو، الخبير في الشؤون الإيرانية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها الولايات المتحدة.
وعزّزت طهران دعمها للحوثيين في الوقت الذي أعادت فيه بناء علاقاتها في أفريقيا، ولا سيما في السودان الذي مزقته الحرب، وزادت أهمية البحر الأحمر بفضل الحملات البحرية والجوية للحوثيين.
وأعادت إيران العلاقات مع الخرطوم في أواخر 2023 في الوقت الذي كانت فيه قوات بورتسوان بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان تكافح ضد قوات الدعم السريع خلال الحرب الأهلية المستمرة.
ووفق آراش عزيزي، الخبير في الشؤون الإيرانية، فإن الصراع في السودان يُتيح لطهران فرصة إستراتيجية، إذ يمنح ساحله الذي يبلغ طوله 530 ميلًا طهران طريقًا لاستعادة النفوذ في البحر الأحمر ودعم الحصار البحري المدعوم من إيران من قبل الحوثيين.
ثروات متناقصة
فقدت إيران موطئ قدمها في سوريا العام الماضي عندما تمت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد؛ ما ترك طهران دون قنوات سهلة للوصول إلى حليفيها المنهكين، حماس وحزب الله.
وكُسرت شوكة حزب الله بالهجمات الإسرائيلية التي استهدفت بنيته التحتية العسكرية وقياداته، بمن فيهم زعيمه القتيل حسن نصر الله، فيما زاد وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا من الضغوط الدولية لنزع سلاح الحزب.
وفي العراق وسوريا، شنّ حلفاء إيران ضربات محدودة تجاه إسرائيل، بينما تواصل طهران تسليح الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية. كما تحوّل الحوثيون في اليمن إلى التهديد الأبرز خلال حرب غزة، حيث أطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ بشكل شبه يومي.
بشكل عام، لم يحقق المحور الردع المنشود ضد إسرائيل، فباستثناء الحوثيين، من غير المرجح أن تتدخل باقي فصائل المحور في صراعات مستقبلية، كما قال سيترونوفيتش. كما تراجعت إمدادات الصواريخ مع تزايد اعتراض الشحنات القادمة من إيران؛ ما أجبر الجماعات على الاعتماد بشكل أكبر على الطائرات دون طيار.
وأشار الخبير العسكري البريطاني أندرو فوكس إلى أن حماس لا تزال العنصر الناجي الأساسي من شبكة إيران الضعيفة، مضيفًا أن "حزب الله أصبح الآن ميليشيا محلية، والحوثيون لا يشكلون سوى مصدر إزعاج بسيط، بينما رفضت الميليشيات العراقية المشاركة".