تتهيأ القوى الكردية لمرحلة ما بعد الانتخابات، حيث تعيد حساباتها تجاه الشركاء في بغداد وتترقّب مسار موازين القوة داخل المكون الشيعي الذي سيتولى ترشيح رئيس الوزراء المقبل. وفي قلب هذا المشهد، يبرز الحزب الديمقراطي الكردستاني بموقفٍ حذرٍ يربط خياراته بنتائج الاقتراع لا بالاصطفافات المسبقة.
وأكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، ريبين سلام، اليوم الاثنين (20 تشرين الأول 2025)، أن حزبه لا يتخذ قرارات مسبقة بشأن التحالف مع أي طرف شيعي، مشيراً إلى أن المواقف النهائية ستتحدد بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال سلام في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "الكرد والحزب الديمقراطي تحديدًا لا يتخذ قرارات مسبقة بخصوص التحالف مع طرف معين، وهذا الأمر يعتمد على نتائج الانتخابات، وما تفرزه صناديق الاقتراع".
وأضاف أن "بعد انتهاء الانتخابات، وحصول كل طرف على مقاعد محددة من الأطراف الشيعية، يبدأ بعدها تحديد الجهة الأقرب معنا للتفاوض معها، ولكن ما نأمله أن يكون هناك تفاهم من الأطراف الشيعية فيما بينها، حتى يتم الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة، لأن منصب رئاسة الوزراء يحدد من قبل المكون الشيعي".
ويُنظر إلى موقف الحزب الديمقراطي بوصفه عنصر توازن مؤثر في معادلة تشكيل السلطة العراقية، إذ يمنحه وزنه البرلماني موقعًا تفاوضيًا محوريًا بين القوى الشيعية والسنية. ومن المتوقع أن يوجّه الحزب بوصلته بعد الانتخابات نحو الشريك الذي يضمن تفاهمات أوسع بشأن الملفات العالقة بين أربيل وبغداد، وفي مقدمتها النفط والموازنة والمناطق المتنازع عليها، بحسب مراقبين.