لا يمكن أن تتجاوز ذاكرة "الكلاسيكو" بين ريال مدريد وبرشلونة يوم 13 يونيو 1943، والذي انتهى بفوز ريال مدريد بنتيجة 11-1 كأكبر انتصار في تاريخ المواجهة بين الغريمين، إذ لا تزال تلك المباراة محوراً للروايات والمزاعم بعد أكثر من 72 عاماً على إقامتها.
وكان برشلونة قد فاز في ذهاب نصف نهائي كأس الجنرال – التي كانت تُعرف آنذاك نسبة إلى الجنرال فرانكو – بثلاثة أهداف دون رد، قبل أن ينهار في الإياب بنتيجة تاريخية.
وأنهى ريال مدريد الشوط الأول متقدماً بثمانية أهداف قبل أن يضيف ثلاثة أخرى في الشوط الثاني، تناوب على تسجيلها سابينو باريناغا (4 أهداف) وبرودين (3 أهداف) وخيسوس ألونسو (هدفان) وهدف لكل من ألسوا وبوتيا، بينما سجل ماريانو مارتن ألونسو هدف برشلونة الوحيد قبل دقيقة من النهاية.
ومنذ ذلك الحين، انتشرت العديد من الروايات حول ما جرى في تلك المباراة، من بينها أن لاعبي برشلونة تعرضوا للرشق بالحجارة عند وصولهم إلى الفندق وفي طريقهم إلى الملعب، وأن الأجواء الجماهيرية كانت عدائية للغاية.
وتشير رواية أخرى لم يُثبت صحتها أو يُنفها دليل إلى أن مسؤولاً أمنياً من نظام فرانكو دخل غرفة ملابس برشلونة قبل المباراة، مذكّراً اللاعبين بأن لديهم "عائلات" وأن سلامتهم ليست مضمونة إن لم يلتزموا بالتعليمات.
كما يُقال إن مسؤولاً بزي رسمي وجّه حديثه إلى الحكم قائلاً: "انظر إلى الجماهير، لا يمكننا السماح بأي خطأ، أنت تعرف ما يجب فعله".
وحضر نحو 15 ألف مشجع لريال مدريد المباراة على ملعب تشامارتين بالعاصمة الإسبانية، وقيل إن الحكم ألغى أربعة أهداف لريال مدريد واحتسب ركلة جزاء لصالحه.
ويرى باحثون أن انهيار برشلونة، الذي فاز ذهاباً 3-0، لم يكن طبيعياً بالنظر إلى جودة لاعبيه آنذاك، بينما أشار بعضهم إلى أن حارس الفريق لويس ميرو تعرض للرشق بالحجارة والعملات المعدنية، ما دفعه للابتعاد عن المرمى، دون أن تثبت هذه الروايات بشكل قاطع.
وكتب خوان أنطونيو سامارانش، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بين عامي 1980 و2001، قائلاً: "الأجواء لم تكن مهيأة للعب، والحكم لم يرد الدخول في تعقيدات مع أصحاب الأرض. كان من المستحيل أن يلعب برشلونة في مثل هذه الظروف، وحتى لو كان في أسوأ حالاته، لم تكن النتيجة لتصل إلى 11 هدفاً".
فيما قال فرناندو أرغيلا، حارس برشلونة الاحتياطي في تلك المباراة: "لم نكن بحاجة إلى تلقي تهديد مباشر، لقد فهمنا الرسالة جيداً... كنا نعرف ما يجب علينا فعله".