تجربة حية لهواة الفن يقدمها غاليري "زاوية" في الضفة الغربية بإفساح المجال أمامهم للسير عبر أزقة مخيم الأمعري القريب من رام الله والتجول بين أعمال الفنان علاء البابا والتحدث معه داخل مرسمه في المخيم الذي ولد ونشأ فيه.
ويضم المعرض 48 لوحة فنية بأحجام مختلفة هي نتاج خمس سنوات من العمل في مشاريع فنية تناول فيها البابا (38 عاما) المخيم من جميع جوانبه.
وقال مدير الغاليري يوسف درّس "حبينا نعمل شي مختلف والتجربة تكون مسلطة على الفنان وعلى ساحة عمله، وهذه الفعالية الأولى من سلسلة معارض مفتوحة ستكون على مدار السنة".
وأضاف "بدأنا في علاء البابا وتواجده في المخيم هو شيء يضيف إلى التجربة الفنية والزائر يمشي في أجواء المخيم وصولا إلى المعرض الذي يختتم أعماله اليوم الاحد".
وتابع، "سعينا إلى إتاحة تجربة جديدة كليا لمحبي الفن ومقتني الأعمال الفنية، وأن يكون هناك تعارف شخصي مع الفنان، وأن يروا المكان الذي ينتج فيه الفنان أعماله التي يركز فيها على المخيم بطرق مختلفة تعطي لونا وحياة وأملا في المخيم".
وتأتي مبادرة غاليري زاوية ضمن مشروع أكبر يهدف إلى إلقاء الضوء على أعمال عدد من الفنانين في مراسمهم الخاصة من خلال سلسلة من المعارض تتخذ من مراسم الفنانين أمكنة للعرض.
وجاء في بيان للغاليري أن أعمال علاء البابا "تركز على الحياة اليومية في المخيم... ويعيد من خلالها بناء تفاصيل المخيم من ناحية معمارية باستخدام ألوان صارخة تحمل رؤيته الشخصية وتجربته في المخيم الذي ترعرع فيه".
وأضاف البيان، "يتميز أسلوب البابا بالتراوح ما بين التعبيري والواقعي ويبرز المخيم في لوحاته عبر مقارنات ومقاربات مختلفة مع محيطه العمراني الحديث في إشارة للتحولات التي طالت المجتمع الفلسطيني... التي يمكن ملاحظتها في العمارات والأبراج والإعلانات الدعائية الضخمة المجاورة للمخيم الذي حافظ على هويته عبر السنين".
وأشار إلى أنه سيعمل على الترويج لهذه الأعمال من خلال شبكة علاقاته في رام الله ودبي، من أجل دعم الفنان وتحفيزه على الإنتاج وخلق شبكة تفاعل ما بينه وجمهوره وبيئته الحاضنة.
ولفت الفنان علاء البابا إلى أنه، "اشتغل على المخيم منذ خمس سنوات على الشكل المعماري للمخيم بكافة تفاصليه وأعمل على إضافة ألوان زاهية إليه".
وأردف، "اللوحات تتحدث عن نفسها ليست بحاجة إلى شرح أو توضيح، وأهدف إلى تغيير الفكرة النمطية بأن المخيم لونه رمادي والحياة فيه صعبة".
وأوضح أن بعض اللوحات تتناول هويته الشخصية كأحد الذين ولدوا ونشأوا في المخيم قائلا "اشتغل على شخصيتي من خلال رمزية السمكة".
وأضاف، "لماذا اخترت السمكة؟ لأني ابن الساحل، ووجودي في هذا المخيم أبعدني عن الساحل والمنطقة الساحلية".
وتابع قائلا: "الفكرة الأساسية انطلقت من أن الأمم المتحدة وزعت علب سردين على السكان، والمخيم يشبه علبة السردين، والسمك الذي انتقل منها إلى بيئة افتراضية".
ويستعد البابا للمشاركة بلوحاته التي تجسد المخيم والحياة فيه في معرضين فنين في هولندا والولايات المتحدة خلال الفترة القادمة.
رويترز