نظّم "حزب الله" احتفالا لشهداء مدينة النبطية تكريما لعطاءاتهم، برعاية رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، وحضور مسؤول منطقة جبل عامل علي ضعون، وإمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، إلى جانب عوائل الشهداء وحشد من الأهالي والشخصيات والفعاليات الاجتماعية والسياسية والعسكرية والأمنية والتربوية وعلماء الدين .
استُهلّ الحفل بآياتٍ من الذكر الحكيم، تلاها النشيدان الوطني ونشيد الحزب، ثم كانت كلمة لرعد الذي أكد أن "النبطية في سن رشدها وتؤكد التزامها الدائم بنهج الاستشهاد دفاعاً عن الدين والإنسان والوطن".
وأضاف: "قطاع النبطية ضم إلى جانب الأهالي أفراداً وعائلات عملوا في خدمة الناس وتيسير حمايتهم ورعايتهم"، مشيراً إلى أن المدينة فقدت نحو ١٣٠ شهيداً توزعوا على ٧١ عائلة، منهم ٩٥ شهيداً كانوا يعملون ضمن تشكيلات قطاع النبطية وقد خلدت صورهم في القلوب وعلقت أسماؤهم في الذاكرة".
ورأى أن "العدو الذي استهدف بيوتَ الأهالي وأسواقَهم ومعالمَ مدينتهم فعل ذلك لاحتلال البلد وزرع اليأس في قلوب الشرفاء"، لكنه أضاف: "لم ينجح ولن ينجح في مسعاه فلبنان مزود بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، وسنبقى بلد الحرية والكرامة والنصر ، وشدد على أن المصير الإلهي والنصر للمؤمنين ثابت وأن الصابرين والمجاهدين سيظلون أوفياء لعهدهم".
وأكد رعد أن "من يسعى إلى سدّ الذرائع وادعاء أن المقاومة سبب الاعتداءات المخزية للعدو مخطئون لأن سبب اعتداءات العدو هو طمعه ومشروعه التوسعي لإخضاع لبنان".
وأضاف: "من يطالب بنزع ذرائع المقاومة إما يجهل طبيعة العدوان أو يراهن خطأً على وقوف أصدقاء دوليين لحماية لبنان بعد التنازل".
وشدد رعد على أن "مفتاح أمن واستقرار لبنان ليس في تلبية شروط العدو بل في إجباره على تنفيذ التزاماته والوقف الفعلي لاعتدائه، مشيراً إلى ضرورة تعزيز الاصطفاف الوطني لمواجهة أطماع إسرائيل والابتعاد عن سياسات إضعاف الجبهة الداخلية".
وأوضح أن "من مصلحة البلاد أيضاً عدم الربط بين إعادة إعمار البيوت ومعاملات المواطنين وأي ضغوط خارجية، وأنه من غير المقبول تأجيل الانتخابات النيابية عن موعدها الدستوري، لأن هذا مطلب دستوري ورئاسي ووزاري، مضيفاً أن العدو له مصلحة في تأجيل الانتخابات لأسباب ليست خافية".
وتخلّل الحفل التكريمي فقرات متنوّعة ومواقف باسم عوائل الشهداء الذين جدّدوا العهد على المضيّ في نهج المقاومة مهما عظُمت التضحيات. واختُتم الحفل بمجلس عزاء حسيني تلاه القارئ الشيخ عبد الله روماني وسط أجواء من الوفاء للشهداء.


