فمع وضع ذلك في عين الاعتبار، أصبح مهم جداً ضمان بقاء الأطفال الصغار بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي حتى يصلوا إلى سن مناسبة، ولكن لسوء الحظ وجدت دراسة جديدة أنه يمكن للأطفال تخطي إجراءات القيود العمرية التي تحمي حسابات وسائل التواصل الاجتماعي بسهولة للوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
حيث قال باحثين في مركز أبحاث مؤسسة أيرلندا للعلوم للبرامج Lero، أن جميع منصات الوسائط الاجتماعية الرئيسية تفتقر بشدة إلى البروتوكولات المناسبة للتحقق من العمر، والتي تتضمن فيسبوك وإنستغرام وواتساب وسناب شات وتيك توك وماسنجر وسكايب وديسكورد.
ماهو العمرالمناسب للسماح للطفل باستخدام الأنترنت
كما قام الباحثين بفحص عمليات التحقق من العمر عبر جميع هذه المنصات في مناسبتين مختلفتين، الأولى كانت في شهر أبريل من عام 2019 ثم مرة أخرى في شهر أبريل من عام 2020 ، وقد قادهم هذا التحقيق إلى استنتاج مفاده أن جميع الأطفال يقومون بفتح حساب على تلك المنصات ويقولون أنهم يبلغون من العمر 16 عاماً على الأقل دون تقديم أي دليل على ذلك، وبشكل أساسي، تعمل هذه المنصات وفقاً لنظام الثقة بكلام المستخدم الذي لا يعتبر مثالياً على الإطلاق.
وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة (الدكتورة ليليانا باسكوال)، الأستاذة المساعدة في كلية علوم الكمبيوتر بجامعة كوليدج دبلن: " إن هذا الأمر يتسبب في تعرض الأطفال لتهديدات الخصوصية والسلامة مثل التنمر أو الاستمالة أو الإسقاط الأخلاقي عبر الإنترنت أو التعرض لمحتوى قد يكون غير مناسب لأعمارهم ".
• ما هو العمر المناسب لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ؟
إن قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت (COPPA) ، الذي دخل حيز التنفيذ في الولايات المتحدة في عام 2000 ، مسؤول عن القاعدة العامة التي تنص على أن 13 عام هي الحد الأدنى لسن الوصول إلى أي شيء على وسائل التواصل الاجتماعي .
و في الوقت نفسه ، تنص اللائحة العامة لحماية البيانات في أوروبا على ضرورة أن يحصل جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 إلى 16 عام على موافقة أبوية يمكن التحقق منها لمعالجة بياناتهم على منصات التواصل الاجتماعي .
و الجدير بالذكر أن العمر المحدد للموافقة الرقمية يختلف قليلا عبر أوروبا ،فعلى سبيل المثال ، في أيرلندا و فرنسا و ألمانيا ، يبلغ العمر المحدد لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي 16 عام ، أما في المملكة المتحدة و الدنمارك والسويد ، فيبلغ 13 عام .
تقول الدكتورة باسكوال: " لقد وجدت دراستنا أنه على الرغم من تعطيل بعض التطبيقات للتسجيل إذا ما أدخل المستخدمون سنا أقل من 13 عام، فهي تسمح لهم بذلك إذا ما أدخلوا سن 16 عام دون طلب إثبات للعمر لذلك، فإن توفير الآليات التي تمنع المستخدم من تثبيت تطبيق على جهاز سبق أن أعلنوا منهم أنهم قاصرون يعد حالياً أحد الحلول الأكثر منطقية لعدم تحفيز المستخدمين على الكذب بشأن أعمارهم ".
بالإضافة إلى ذلك، بحث مؤلفي الدراسة أيضاً عن طرق جديدة لسن قيود عمرية أكثر شمولاً وفعالية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومن المثير للدهشة أنهم وجدوا أن الأطفال قادرون تماماً على تجاوز هذه القواعد الأكثر صرامة، فعلى سبيل المثال إذا كان التعرف على الكلام شرطاً للتحقق من عمر الشخص قبل فتح حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للأطفال فقط تشغيل تسجيل صوتي لشخص آخر أكبر سنا منهم ".
وأضافت الدكتورة باسكوال : " في الواقع، كان تطبيق عقوبات مالية كبيرة هو الدافع الرئيسي لمقدمي التطبيقات لتنفيذ آليات أكثر فعالية للتحقق من العمر، فاستناداً إلى دراستنا واستطلاعنا لتقنيات التعرف على العمر القائمة على القياسات الحيوية، نقترح سن عدد من التوصيات لمقدمي التطبيقات والمطورين ".
كما و يوجد لدى الباحثين بعض الاقتراحات الأخرى لمنصات التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى ضمان استخدام أكثر شفافية وأماناً لوسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب والمراهقين، فبادئ ذي بدء يجب أن تكون متطلبات الحد الأدنى للعمر وسياسات استخدام البيانات في أي نظام أساسي لوسائل التواصل الاجتماعي صريحة ولا مفر منها عند الاشتراك من البداية، ويجب أن يتم وضع إعدادات الخصوصية الخاصة به تلقائياً عند كل مستخدم جديد يقل عمره عن 18 عام على المستوى الأكثر صرامة.