لبنان

بين السلاح والسلام... باسيل يرسم خريطة جديدة لعلاقة لبنان بإسرائيل

بين السلاح والسلام... باسيل يرسم خريطة جديدة لعلاقة لبنان بإسرائيل

أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن أي سلام حقيقي في المنطقة يجب أن يقوم على أساس الحقوق لا منطق القوة، مشدداً على أن السلام لا يتحقق إلا إذا كانت التسوية عادلة وتضمن لإسرائيل الأمن وفي الوقت نفسه تمنح لبنان والدول العربية حقوقهم المشروعة.

وفي مقابلة مع قناة الجديد، أوضح باسيل أن السلام المنشود يجب أن يؤدي إلى التنمية والتنافس الاقتصادي والتكنولوجي، لا إلى استمرار الصراعات والدمار، معتبراً أن غياب الحل العادل سيبقي المنطقة في دوامة صراع بين القوى الكبرى دون رابح حقيقي.

وأشار إلى أن التهديدات الإسرائيلية يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، وإن كانت تحمل في جزء منها طابع الضغط السياسي والنفسي، مؤكداً أن إسرائيل رغم تدميرها لغزة فشلت في القضاء على حركة حماس، وأن لبنان لا يريد تكرار هذا السيناريو.

وأضاف باسيل أن على حزب الله الإقرار بوجود واقع عسكري جديد في لبنان، مشيراً إلى أن الحزب يدرك أن الغطرسة الإسرائيلية تمثل تهديداً دائماً للمنطقة.

وفي الشأن الداخلي، انتقد باسيل أداء الحكومة اللبنانية واعتبرها غير جديّة في ملفات الدفاع والإصلاحات، قائلاً إنها قدّمت وعوداً متناقضة ولم تنفذها، خصوصاً في ما يتعلق بتسليم السلاح والإصلاحات الضرورية. وأكد أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يمنح حزب الله مبرراً للاحتفاظ بسلاحه.

وتساءل باسيل: «هل سلاح حزب الله وسيلة لحماية لبنان أم غاية بحد ذاته؟»، داعياً إلى تفاهم وطني يطمئن الحزب إلى أن حماية لبنان يمكن أن تتحقق بوسائل متفق عليها بين جميع الأطراف.

كما شدد على أن جميع الحكومات اللبنانية منذ اتفاق الطائف أقرت بشرعية سلاح المقاومة الدفاعي، بما في ذلك حكومات شاركت فيها القوات اللبنانية والكتائب وحكومة الرئيس سعد الحريري عام 2009.

وفي ما يخص الجيش اللبناني، دعا باسيل إلى تزويده بحد أدنى من التسليح الدفاعي، مثل صواريخ الكورنيت وأنظمة الدفاع الجوي، معتبراً أن ذلك من حقوق الجيش، ومتسائلاً عن أسباب منع لبنان من الحصول على هذه الأسلحة رغم التزامه بعدم الاعتداء.

أما في ملف التفاوض مع إسرائيل، فأوضح باسيل أن لبنان لا يرفض التفاوض، لكن «شكل التفاوض مهم بقدر المضمون»، مشيراً إلى أن مفاوضات الناقورة جرت عبر لجان أمنية رسمية، وأن الترسيم ليس ملفاً عسكرياً فقط بل اقتصادياً أيضاً.

وفي ختام حديثه، قال باسيل إنه لا يرى سلاماً حقيقياً بين مصر وإسرائيل، معبّراً عن أمله بأن يأتي يوم يصلي فيه اللبنانيون والعرب في القدس بعد استعادة لبنان أراضيه ووقف الاعتداءات الإسرائيلية واستثمار ثرواته، وعودة اللاجئ الفلسطيني والنازح السوري إلى بلديهما.

وأكد باسيل أن رؤيته تقوم على تحييد لبنان عن الحروب، مشدداً على أن الحرب ليست هدفاً، وأن لبنان يجب أن يبقى في الحضن العربي، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية متمسكة بحل الدولتين كخيار مستدام للنزاع في المنطقة.

يقرأون الآن