مقالات

خاص "وردنا"- أورتاغوس تشرف على اغتيال عناصر "الحزب" وترامب سيدعم ضربات اسرائيلية: رسائل أميركية ومصرية حاسمة إلى لبنان

خاص

تتزايد المؤشرات في بيروت على أن المرحلة المقبلة ستكون شديدة الحساسية، في ظلّ حراك دبلوماسي وأمني متسارع يحمل في طيّاته تحذيرات واضحة من تصعيد إسرائيلي واسع قد يطال لبنان. وفي هذا السياق، تبرز زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي يُقال إنها ستمنح المسؤولين اللبنانيين مهلة حتى نهاية الأسبوع لاتخاذ قرارات جدّية تتعلّق بملف نزع سلاح "حزب الله" والانخراط في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.

وتتزامن هذه الزيارة مع قدوم وفد أمني مصري رفيع المستوى إلى بيروت، يحمل بدوره رسائل عربية وغربية تحذّر من أنّ أيّ تلكؤ داخلي قد يفتح الباب أمام مواجهة عسكرية واسعة النطاق. في المقابل، ثمة من يعوّل على بعض المؤشرات المطمئنة، أبرزها الزيارة المرتقبة للبابا لاوون إلى لبنان في نهاية الشهر المقبل، ما يجعل احتمال اندلاع حرب شاملة في المدى القريب أمراً غير مرجّح وفق بعض الأوساط.

الصحافي وجدي العريضي يرى، في حديث لموقع "وردنا"، أنّ زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس "باتت أقرب إلى نشاط روتيني لتفقّد الخط الأزرق ومواكبة تنفيذ القرار 1701"، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أنّ زيارتها الأخيرة كانت "لافتة ومهمة إلى إسرائيل، حيث يُقال إنها واكبت عملية اغتيال بعض عناصر حزب الله، ما يجعل الملف اللبناني عملياً في عهدتها".

ويضيف العريضي أنّ هناك معلومات تتردّد حول أنّ الموفد الأميركي الآخر، توم براك، سيُحال إلى التقاعد قريباً بعد وصول السفير الأميركي الجديد في بيروت ميشال عيسى، الذي سيواصل متابعة مهام براك. أما أورتاغوس، فقد "تفقدت الأوضاع الميدانية جنوب الليطاني وقدّمت دعماً واضحاً لإسرائيل من أجل الاستمرار في ضرب البنية العسكرية لحزب الله، طالما أنّ قرار حصرية السلاح لم يُنفذ بعد".

ويلفت العريضي إلى أنّ "مسؤولين في الإدارة الأميركية يسرّبون كلاماً واضحاً بأنّ العدوان الإسرائيلي على لبنان بات قريباً"، إلا أنّه يستند إلى معلومات استقاها من "مرجعيات مقرّبة من الأميركيين" تفيد بأنّ حرباً شاملة قد لا تقع، بل ستكون هناك "ضربات كبيرة تستمر لأيام عدّة وتحظى بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهذه الغاية". ويضيف: "الأمور معقّدة، لكن أورتاغوس ستكون حاسمة في لقائها مع المسؤولين اللبنانيين، إذ تعتبر أنّ هناك تلكؤاً واضحاً في تنفيذ خطة حصرية السلاح وتسريع خطة الجيش، وهذا التأخير، برأيها، يشكّل مقدّمة لعمل عسكري إسرائيلي جديد".

أما في ما يخصّ الزيارة المرتقبة لرئيس الاستخبارات المصرية، فيوضح العريضي أنّ لها "خلفية تاريخية"، إذ لطالما لعبت الاستخبارات المصرية في الستينيات والسبعينيات وحتى بداية الثمانينيات دوراً أساسياً في لبنان، وكانت "تُبلغ المسؤولين اللبنانيين بما يجري وتنصح بعضهم بعدم العودة إلى البلاد حين كانت المعلومات تشير إلى مخاطر اغتيال، كما حصل مع كمال جنبلاط والعميد ريمون إده".

اليوم، تأتي هذه الزيارة "في إطار معلومات تملكها القاهرة، وبناءً على تقاطع تقارير استخباراتية عربية وغربية تؤكد أن إسرائيل تتحضّر لعدوان كبير على لبنان". ويكشف العريضي أن "رئيس الاستخبارات المصرية سيبلغ المسؤولين اللبنانيين رسالة واضحة مفادها: قولوا لحزب الله كفى إنكاراً، عُد إلى لبنانك وسلّم سلاحك، وإلا فهذه المرة ستكون العملية أوسع نطاقاً".

وبذلك، فإنّ الزيارتين الأميركية والمصرية تعكسان حالة من الاستنفار السياسي والأمني في المنطقة، حيث تتقاطع الرسائل الدولية والعربية عند نقطة واحدة: لبنان يقف اليوم أمام اللحظة الفاصلة بين الانخراط في تسوية تُعيد انتظام الدولة، أو مواجهة مفتوحة قد تغيّر وجه الجنوب والبلاد بأكملها.

يقرأون الآن