تراجعت أسهم البنوك، اليوم الإثنين، مع إنحسار الهدوء الأولي الذي أعقب صفقة تاريخية مدعومة من السلطات السويسرية لإنقاذ بنك "كريدي سويس" المتعثر.
الأزمة المصرفية الى مزيد من التفاقم؟
وبمقتضى الصفقة، قررت الجهة التنظيمية للقطاع المالي في سويسرا تقدير قيمة سندات إضافية من الفئة الأولى أصدرها "كريدي سويس" بقيمة إسمية 17 مليار دولار عند الصفر، وهو ما أثار غضب بعض حاملي السندات الذين ظنوا أنهم سيحصلون على حماية أكبر مما يحصل عليه المساهمون في صفقة الإستحواذ التي أعلنت أمس الأحد.
وأضافت المخاوف بشأن ما قد تعنيه هذه الخطوة للسندات الإضافية من الفئة الأولى التي أصدرتها بنوك أخرى إلى القلق المستمر بشأن مجموعة من المخاطر من بينها إنتقال الأزمة عبر القطاع المصرفي وهشاشة البنوك المحلية في الولايات المتحدة ومخاطر أخلاقية.
وأشار كبير محللي استراتيجيات السوق لدى جونز تريدنج مايك أوروركي الى أنه ينبغي أن يكون واضحًا أن هذه الأزمة، بعد مرور أكثر من أسبوع على حالة الذعر المصرفي وتدخل من جانب السلطات، ليست في طريقها إلى الزوال. بالعكس، لقد اتسع نطاقها عالميا.
وأضاف "أنباء استحواذ UBS على كريدي سويس من المرجح أن تضع مشاكل كريدي سويس تحت المجهر بنقلها إلى يو.بي.إس".
وكان قد ألقى البنك المركزي السويسري بشريان حياة لبنك "كريدي سويس" المحاصر بقيمة 54 مليار دولار لدعم السيولة بعد تراجع أسهمه وسنداته مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه بداية أزمة عالمية جديدة أو مجرد حالة خاصة أخرى.
ووافق بنك UBS على شراء منافسه الأصغر وسيدفع ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.23 مليار دولار) لشراء "كريدي سويس"، الذي تأسس قبل 167 عامًا، وستتحمل خسائر تصل إلى 5.4 مليار دولار.
وأعلن البنك المركزي الأوروبي يوم الأحد، أن إنقاذ بنك كريدي سويس السويسري كان ضروريًا لإستعادة الهدوء في الأسواق المالية وإنه لا يزال مستعدًا لدعم بنوك منطقة اليورو بالقروض إذا لزم الأمر.
وقالت رئيسة البنك كريستين لاغارد، في بيان "أرحب بالإجراء السريع والقرارات التي اتخذتها السلطات السويسرية. كانت ضرورية لإستعادة أوضاع السوق المنتظمة وضمان الإستقرار المالي".
قصة "كريدي سويس"
واجه مصرف "كريدي سويس" السويسري الذي تأسس عام 1856، سلسلة من الفضائح خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك تهم بغسل الأموال وقضايا أخرى.
وخسر المصرف أموالاً عام 2021 وعام 2022 الذي شهد أسوأ أزماته المصرفية منذ 2008، وقد تلقى تحذيرات بأنه قد لا يجني أرباحاً قبل عام 2024.
وتعرضت أسهم شركة "كريدي سويس" لضربة شديدة قبل هذا الأسبوع، مع إنخفاض قيمتها بنحو الثلثين العام الماضي، نتيجة سحب العملاء للأموال، بما في ذلك 110 مليار فرنك سويسري، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022.
وأكد بنك كريدي سويس في شباط، أن العملاء قد سحبوا 110 مليارات فرنك سويسري (119 مليار دولار) من الأموال في الربع الرابع، بينما تكبد البنك أكبر خسارة سنوية له منذ الأزمة المالية بلغت 7.29 مليار فرنك سويسري.
ويُصنف البنك بين أكبر مديري الثروات في العالم، وهو واحد من 30 بنكًا عالميًا مهمًا على مستوى النظام، والتي قد يتسبب فشلها في حدوث تموجات في النظام المالي بأكمله.
رويترز