لبنان

سلام يدعو العرب إلى الضغط على المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية

سلام يدعو العرب إلى الضغط على المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية

أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أنّ لبنان يقف اليوم بثبات ومسؤولية في مواجهة التحديات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، مشدّدًا على أنّ بلاده "افتتحت صفحة جديدة في تاريخها بانتهاج سياسة واضحة تقوم على الإصلاح والسيادة معًا".

وقال سلام، خلال كلمته أمام المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في القاعة الكبرى بمقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة، إنّ "الدولة اللبنانية تعمل على الالتزام الحقيقي باتفاق الطائف وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 تنفيذًا كاملاً، انطلاقًا من إيمانها بالشرعية الدولية وتمسّكها ببسط سلطتها على كامل أراضيها".

ولفت إلى أنّ العالم شهد على التزام لبنان بوقف الأعمال العدائية، "لكنّ الخروقات الإسرائيلية ما زالت مستمرة، واحتلال أجزاء من أرضنا قائم، وملف الأسرى والمفقودين لم يُقفل بعد"، داعيًا الأشقاء العرب إلى الضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية ووقف اعتداءاتها وإطلاق الأسرى.

وأشار سلام إلى أنّ لبنان يعتمد سياسة خارجية قائمة على عدم التدخّل في شؤون الدول الأخرى، كما يرفض أي تدخّل خارجي في شؤونه، ويسعى إلى بناء شراكات استراتيجية مع الدول العربية انطلاقًا من قناعته بأنّ أمن العرب واستقرارهم من أمنه واستقراره.

وأضاف أنّ المطلوب اليوم هو بناء شراكات عربية واقعية تقوم على المصالح الاستراتيجية المشتركة وتفعيل المؤسسات والاتفاقات العربية، مؤكدًا أنّ التكامل الاقتصادي العربي ليس شعارًا بل خطة بقاء جماعي في زمن التحولات الكبرى.

وتناول سلام دور الجامعة العربية، معتبرًا أنّها تجاوزت رمزيتها التقليدية لتصبح مطالبة اليوم بأن تتحوّل إلى أداة استراتيجية لحماية المصالح الجماعية العربية وتعزيز الأمن والتنمية والمعرفة. وقال إنّ السيادة في القرن الحادي والعشرين "لا تُقاس بالاستقلال عن العالم، بل بالقدرة على المشاركة الفاعلة فيه"، مشددًا على أنّ الجامعة العربية تجسّد "الشرعية الإقليمية" المكمّلة للشرعية الدولية.

وفي الشق الإقليمي، رأى سلام أنّ المنطقة تمرّ بلحظة فارقة من تاريخها، مشيرًا إلى "تصعيد مجنون في فلسطين واهتزازات أمنية في الخليج والبحر الأحمر"، ما يستدعي إعادة بناء مفهوم الأمن القومي العربي على أسس حديثة تشمل الأبعاد الاقتصادية والتعليمية والتكنولوجية إلى جانب العسكرية.

وأكد أنّ فلسطين تبقى جوهر القضية العربية، مجددًا رفض لبنان لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين أو توطينهم، وداعيًا إلى دعم وكالة الأونروا حفاظًا على دورها الإنساني والاستقرار في الدول المضيفة.

كما شدّد سلام على ضرورة بلورة رؤية عربية شاملة للأمن المائي والغذائي والرقمي، معتبرًا أنّ "الدبلوماسية المائية" يجب أن تصبح ركنًا من أركان الأمن القومي العربي، وأن حماية نهر النيل وسائر الموارد المائية "هي حماية للحياة نفسها".

وختم رئيس الحكومة كلمته بالتأكيد على أنّ "ما يجمع العرب أكبر مما يفرّقهم"، داعيًا إلى تحويل المصلحة المشتركة إلى قاعدةٍ دائمة للعمل العربي المشترك، وبناء نهضة عربية جديدة تستثمر في الطاقات البشرية والمعرفة والتكامل الاقتصادي، مشددًا على أنّ العروبة ليست ذاكرةً بل أفق مفتوح نحو المستقبل، وأنّ العرب قادرون على استعادة دورهم في صنع التاريخ لا الاكتفاء بمشاهدته.

يقرأون الآن