تُعدّ مرحلة ما قبل السكري حالة ترتفع فيها مستويات سكر الدم عن المعدل الطبيعي، لكنها لا تصل إلى الحد الذي يُشخَّص فيه المريض بالسكري من النوع الثاني. ورغم أن هذه المرحلة تبدو أقل خطورة، إلا أنها تُعدّ إنذارًا مبكرًا لاحتمال الإصابة بالسكري في المستقبل، خاصة إذا لم يتم إجراء تغييرات صحية في نمط الحياة.
علامات ما قبل السكري
غالبًا لا ترافق مرحلة ما قبل السكري أي أعراض واضحة، ولهذا يُكتشف الكثيرون إصابتهم بها بالصدفة أثناء إجراء الفحوص الدورية. ومع ذلك، قد يُلاحظ بعض الأشخاص ظهور بقع داكنة في الجلد على الرقبة أو الإبطين أو المفاصل، وهي علامة على مقاومة الجسم للأنسولين.
وعند تطور الحالة إلى السكري، قد تظهر أعراض مثل:
زيادة العطش والتبول.
الشعور بالتعب المستمر.
تشوش أو ضبابية في الرؤية.
أسباب وعوامل خطر ما قبل السكري
لا يوجد سبب محدد لحدوث ما قبل السكري، لكن العوامل الوراثية ونمط الحياة يلعبان دورًا مهمًا. فقلة النشاط البدني وتراكم الدهون، خصوصًا في منطقة البطن، يزيدان من مقاومة الخلايا للأنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم.
ومن أبرز عوامل الخطر:
السمنة وزيادة الوزن.
قلة ممارسة الرياضة.
النظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون المشبعة.
التقدم في العمر (خاصة بعد سن 45 عامًا).
التاريخ العائلي للإصابة بالسكري.
الإصابة بسكري الحمل سابقًا أو متلازمة تكيس المبايض.
اضطرابات النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم.
المضاعفات المحتملة
أخطر ما في مرحلة ما قبل السكري هو إمكانية تطورها إلى السكري من النوع الثاني، الذي قد يسبب أمراض القلب والكلى والعينين والأعصاب. وتشير الدراسات إلى أن الأضرار في الأوعية الدموية قد تبدأ حتى قبل تشخيص السكري فعليًا.
التشخيص
يتم اكتشاف الحالة عبر فحوصات الدم، وأشهرها:
اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C):
طبيعي: أقل من 5.7%
ما قبل السكري: بين 5.7% و6.4%
سكري: 6.5% أو أكثر
اختبار سكر الدم الصائم:
طبيعي: أقل من 100 ملغ/ديسيلتر
ما قبل السكري: 100–125 ملغ/ديسيلتر
سكري: 126 ملغ/ديسيلتر أو أكثر
اختبار تحمل الجلوكوز الفموي:
طبيعي: أقل من 140 ملغ/ديسيلتر بعد ساعتين
ما قبل السكري: 140–199 ملغ/ديسيلتر
سكري: 200 ملغ/ديسيلتر أو أكثر
الوقاية والعلاج
الخبر السار هو أن مرحلة ما قبل السكري قابلة للعلاج والرجوع إلى الطبيعي عبر تبنّي أسلوب حياة صحي. وتشمل أهم الخطوات:
اتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وتقليل السكريات والدهون المشبعة.
ممارسة النشاط البدني بانتظام لمدة 30 إلى 60 دقيقة معظم أيام الأسبوع.
خسارة الوزن الزائد بنسبة 5–10% من الوزن الكلي، مما يقلل خطر الإصابة بالسكري بشكل كبير.
الإقلاع عن التدخين وتحسين جودة النوم.
تناول الأدوية عند الحاجة مثل الميتفورمين تحت إشراف الطبيب.
نقطة أخيرة
مرحلة ما قبل السكري ليست حكمًا بالإصابة بالمرض، بل هي فرصة ذهبية لتغيير المسار قبل الوصول إلى مضاعفات السكري المزمنة. فمع الوعي والمتابعة والالتزام بالعادات الصحية، يمكن استعادة توازن الجسم والتمتع بحياة أكثر صحة ونشاطًا.


