أعلنت السلطات الإيرانية عن خطة شاملة لترشيد استهلاك المياه في العاصمة طهران، التي يقطنها أكثر من عشرة ملايين نسمة، وذلك في محاولة للحد من الإسراف ومواجهة أزمة الجفاف الحادة التي تعصف بالبلاد.
وقال وزير الطاقة عباس علي عبادي في تصريح للتلفزيون الرسمي إن إجراءات الترشيد الجديدة “تهدف إلى تجنّب الهدر، حتى وإن كانت مزعجة للبعض”، مشيرًا إلى أن الهدف هو الحفاظ على الموارد المائية المتبقية في ظل الظروف المناخية القاسية. وجاء ذلك عقب ورود تقارير عن انقطاعات ليلية للمياه في بعض مناطق العاصمة.
وتشهد إيران انخفاضًا تاريخيًا في معدلات الأمطار، وصفه المسؤولون بأنه الأدنى منذ نحو مئة عام، ما أدى إلى تراجع خطير في مستويات الخزانات والسدود التي تغذي العاصمة، حيث أكد مدير شركة مياه طهران، محسن أردكاني، أن المخزون المائي “وصل إلى أدنى مستوياته منذ عقود”.
من جانبه، حذّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في تصريحات سابقة من أن العاصمة قد تضطر إلى إجلاء بعض سكانها إذا لم تهطل الأمطار قبل نهاية العام، مضيفًا: “إذا لم تمطر، سنبدأ بتقنين المياه بين أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) وأوائل كانون الأول (ديسمبر)، وحتى مع التقنين قد ننفد من المياه”.
وقد ساهم تراجع تدفق المياه من السدود وضعف معدلات الهطول في تفاقم الأزمة، مما أدى إلى انقطاعات متكررة للمياه خلال الأشهر الأخيرة بهدف تقليل الاستهلاك، بالإضافة إلى انقطاعات شبه يومية للكهرباء خلال فصل الصيف، نتيجة الضغط المتزايد على البنية التحتية.
وتواجه إيران اليوم أحد أسوأ مواسم الجفاف في تاريخها الحديث، الأمر الذي دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات طارئة لتفادي أزمة إنسانية محتملة في طهران ومناطق أخرى من البلاد.


