في كلمة خلال إحياء مناسبة "يوم الشهيد"، استعرض الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ثوابت الحزب ومواقفه من التطورات الراهنة على الحدود الجنوبية، في خطاب جمع بين استذكار الشهداء وتحليل المواقف السياسية والعسكرية.
وأوضح قاسم أن اختيار توقيت "يوم الشهيد" يأتي تزامناً مع ذكرى عملية القتالي أحمد قصير، الذي وصفه بأنه "الرمز لكل الشهداء". مشيراً إلى أن عملية قصير عام 1982 التي استهدفت الحاكم العسكري الإسرائيلي، "علمنا بدمائه وربانا بعطاءاته ورسم لنا الطريق التي توصل لله وإلى الحياة العزيزة والتحرير والكرامة".
من جهة أخرى، أشار قاسم إلى ما وصفه بـ"الصمود الأسطوري" للمقاومة، الذي أوقف تقدم 75 ألف جندي إسرائيلي خلال المعارك الأخيرة، وفق تعبيره.
وأكد قاسم أن "اتفاق وقف إطلاق النار يتحدث عن انسحاب إسرائيل وانتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني"، معتبراً أن هذا الانتشار "ثمن مقبول لدى المقاومة".
لكنه لفت إلى أن "العدو لم يلتزم بالاتفاق"، مؤكداً أن "لبنان يستعيد سيادته ومرت سنة والعدو يمارس خروقاته واستهدافاته".
حذّر قاسم من أن "إسرائيل لا تريد أن تخرج من لبنان لأنها تريد أن تتحكم به وأن يكون حديقة خلفية لتوسيع المستوطنات كجزء من إسرائيل الكبرى".
كما وجه انتقادات حادة للولايات المتحدة، قائلاً: "أميركا وإسرائيل يتدخلان في مستقبل لبنان وهما يريدان إنهاء قدرة لبنان المقاومة وتسليح الجيش بقدر لمواجهة المقاومة وليس مواجهة العدو الإسرائيلي".
وطالب قاسم الحكومة اللبنانية بوضع "خطة استعادة السيادة الوطنية ضمن جدول أعمالها"، معتبراً أن "مشروع أميركا مشروع احتلال وتوسع وعدوان".
وشدد على موقف حزب الله الثابت، قائلاً: "نحن أبناء الحسين وأبناء الأرض الصامدون... المقاومة وشعبها لا يُهزمون وهذا زمن الصمود وصناعة المستقبر".
وختم مؤكداً: "أي ثمن هو أقل من ثمن الاستسلام"، في إشارة إلى تمسك الحزب بسلاح المقاومة كضمان للعزة والتحرير حسب تعبيره.


