تقدم لنا السينما الفرنسية فيلماً جديداً مقتبساً من واقع حقيقي عاشته الدول الأفريقية، التي كانت تحت الإستعمار. الفيلم الذي يحمل عنوان "les Tirailleurs" يتناول قصّة شاب سنغالي يدعى Bakary Diallo يبلغ من العمر 17 عاماً، جنُّد في الجيش الفرنسي للمشاركة على جبهات القتال خلال الحرب العالمية الأولى.
فكرة الفيلم بدأت مع المخرج Mathieu Vadepied عام 1998، مع وفاة آخر مقاتل سنغالي عبد الله نداي عن عمر يناهز مئة وأربعة أعوام. خاصة وأنه يرى أن رفات الجندي المجهول عند قوس النصر في باريس، قد تكون لجندي أفريقي من الإمبراطورية الإستعمارية الفرنسية.
فقدّم المشاهد الإنسانية على مشاهد المعارك، ليكون فيلماً يتحدث عن "الحب في زمن الحرب" إنما ليس أي حبّ، بل حبّ العائلة والروابط التي تجمع الإبن المجند مع والده الذي لحق به ليخلصه من جحيم القتال.
ويكشف المخرج Mathieu Vadepied لـ"وردنا"، خلال العرض الأوّل للفيلم في لبنان، أن السبب الأساسي الذي دفعه الى إخراجه، هو التذكير بالتاريخ الذي يجمع الفرنسيين مع أهل السنغال، بحيث يعتبر أنه بدون الإعتراف بالماضي المشترك بين الشعبين "لا يمكننا الإستمرار ولا يمكنا الإصلاح".
أما بالنسبة للناقد السينمائي الياس دومار، الذي شارك الحضور في العرض الأول، فاعتبر في حديث لـ"أوردنا أن وقوع خيار المخرج والكاتب على هذه القصة فكرة ذكيّة لعرض واقع الشعب السنغالي، الذي تمّ إستغلاله خلال الحرب العالمية، مشيراً الى أنّ الفيلم مليء بالعاطفة وحبكته مكّنت المشاهد من التفاعل مع الفيلم.
وتجدر الإشارة إلى أن "les Tirailleurs" أو حَملة البنادق السنغاليّين هم عبارة عن فيلق من الجنود تمّ تجنيدهم قسراً في القوات الإستعماريّة التي تشكّلت داخل الإمبراطوريّة الإستعماريّة الفرنسيّة عام 1857.