أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو مستعدة لوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا فور انسحاب قوات كييف من الأراضي التي تطالب بها روسيا، محذرًا من أن عدم الامتثال لهذا الشرط سيُقابل بـ"الطرد بالقوة العسكرية"، في تصعيد واضح للهجة الروسية رغم الحراك الدبلوماسي المتواصل.
وجاءت تصريحات بوتين خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة القرغيزية بيشكيك، حيث أكد أن وقف القتال مرهون بانسحاب أوكراني كامل من المناطق التي أعلنت موسكو ضمها، دون أن يحدد ما إذا كان يتحدث فقط عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك في الشرق أو يشمل أيضًا خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
وقال بوتين: "إذا غادرت القوات الأوكرانية هذه الأراضي، سنوقف القتال. وإن لم تغادر، سنطردها بالقوة العسكرية"، مشددًا على أن الخطة الأميركية المقترحة للسلام يمكن أن تشكّل "أساسًا لاتفاقات مستقبلية"، لكنه أشار إلى أن أي اتفاق يجب أن يتضمن اعترافًا دوليًا بضم إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم إلى روسيا، مضيفًا أنه لا يحتاج إلى اعتراف من أوكرانيا نفسها.
رفض أوكراني للتنازل عن الأراضي
في المقابل، أكد مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك أن كييف لن تقبل بأي تسوية تقوم على التخلي عن أراضٍ لروسيا، معتبرًا أن ذلك يمثل استسلامًا غير مقبول. وقال إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي لن يقدم على أي تنازل إقليمي ما دام في منصبه.
وتتزامن هذه المواقف مع مناقشة مقترح سلام أميركي تقود واشنطن جهود بلورته، حيث نصت نسخته الأولى على تنازل أوكراني عن بعض المناطق الشرقية، قبل أن يتم تعديل الوثيقة عقب مشاورات مع الجانب الأوكراني، على أن تُعرض الصيغة الجديدة على موسكو خلال الأيام المقبلة.
تحذير لأوروبا بشأن الأصول الروسية
وفي سياق متصل، وجّه بوتين تحذيرًا شديد اللهجة إلى الدول الأوروبية من مغبة مصادرة الأصول الروسية المجمدة، مؤكداً أن بلاده تعد حزمة من "إجراءات رد" اقتصادية انتقامية في حال الإقدام على هذه الخطوة، التي وصفها بأنها "سرقة للممتلكات" قد تؤثر سلبًا على النظام المالي العالمي.
ورغم ذلك، نفى الرئيس الروسي أي نية لبلاده لمهاجمة الاتحاد الأوروبي، واصفًا الاتهامات الغربية بهذا الشأن بأنها "كذبة" و"محض هراء"، مؤكداً استعداد موسكو لتوثيق تعهّد مكتوب بعدم الاعتداء على أوروبا ضمن أي اتفاق دبلوماسي مستقبلي.
حراك دبلوماسي متواصل
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة تفاصيل الخطة مع المسؤولين الروس، في وقت يستمر فيه الجمود العسكري والسياسي على الجبهة الأوكرانية وسط تصاعد التحذيرات من تداعيات اقتصادية وأمنية أوسع نطاقًا.


