العراق

مقاتلو حزب العمال الكردستاني في جبال العراق: "النضال يتغيّر لا ينتهي"

مقاتلو حزب العمال الكردستاني في جبال العراق:

سلك مقاتل في صفوف حزب العمال الكردستاني طريقاً جبلياً ضيقاً ومتعرّجاً في شمال العراق على متن شاحنة صغيرة، قبل أن يتوقف ويجري اتصالاً عبر هاتف معلّق على شجرة لإبلاغ رفاقه بقدومه مع فريق وكالة فرانس برس. وعلى مقربة من المكان، يركن شاحنته على تلّة قبل أن يترجّل مع رفاقه ويسيروا نحو مخبأ حفره مقاتلو الحزب في جبال قنديل، قاعدتهم الخلفية في شمال العراق.

وفي عمق المخبأ، تستقبل القيادية شردا مظلوم كابار الصحافيين بابتسامة مؤكدة أن "عملية السلام لا تعني أننا سنترك الجبال"، مشددة على أنها ستستمر في نمط الحياة نفسه حتى لو غادرت الجبال، معتبرة أن المدينة لا تشعرها بالأمان. وكان حزب العمال الكردستاني أعلن في أيار/مايو حلّ نفسه بعد أكثر من أربعة عقود من القتال ضد القوات التركية الذي خلّف نحو 50 ألف قتيل.

واتخذ الحزب في الأشهر الأخيرة خطوات نحو إنهاء قتاله ضد تركيا التي تحتفظ منذ 25 عاماً بقواعد عسكرية في شمال العراق وتشن عمليات منتظمة ضدّه. وفي تموز/يوليو أحرق 30 مقاتلاً بينهم أربعة قياديين أسلحتهم في خطوة رمزية للتخلي عن الكفاح المسلح. ويؤكد مقاتلو الحزب أن النضال سيتواصل "بأساليب مختلفة وسلمية".

وأجرت وكالة فرانس برس مقابلات مع عناصر الحزب باستخدام كاميرات وفّرها الأخير لدواعٍ أمنية. ويقود نفق قصير إلى ممرّ أوسع يصطف فيه عناصر الحزب بملابسهم العسكرية الكردية التقليدية للترحيب بالزوّار، وتتفرّع منه غرف متعددة تُستخدم كغرفة جلوس ومطبخ وغرفة طعام وغرف للنوم، مع قسم مخصص للمقاتلات مزين بالنباتات والأضواء.

ووصل في الآونة الأخيرة وافدون جدد من المقاتلين الذين انسحبوا من تركيا في إطار عملية السلام، بينهم المقاتلة فيجين ديرسم التي انضمت للحزب في سن الثالثة والعشرين. أما دفريم بالو الذي انضم عام 1999، فيعتبر أن الحزب دخل "مرحلة التغيير" والانتقال نحو العمل السلمي.

وتضم المخابئ صوراً لعبدالله أوجلان ومقاتلين قضوا في صفوف الحزب، فيما ينشغل عناصر آخرون بإعداد الطعام أو مشاهدة التلفاز أو إجراء الاتصالات. وتعدّ جبال قنديل مقرّ الحزب الرئيسي منذ سنوات طويلة، وقد تطور تحصين المقاتلين من الاختباء في الكهوف إلى إنشاء مخابئ مجهّزة.

وفي طريق العودة، أكد العنصر الذي رافق فريق الوكالة قدرته على القيادة في الجبال "وهو مغمض العينين"، بينما كان يقود شاحنته الصغيرة بسرعة في ظلام الليل الدامس.

يقرأون الآن